عبدالحفيظ الشمري
الأحلام قد تكون عريضة، والتوقعات ربما تكون كبيرة لدى الكثير من الناس ولاسيما فيما يتعلق بمشاريعهم التجارية، ومغامراته المالية التي غالبا ما تكون محدودة من حيث النظرة العامة في برامج السوق وعروضه المختلفة، إلا أنها لديهم - وعلى المستوى الشخصي - مهمة وحيوية، بل يمكن أن تكون ضرورية، لأنهم وضعوا فيها كل ما يملكون، لعلهم يحققون من خلالها نقلة نوعية؛ تفيدهم، وتقيل عِثَارَهُمْ من معاناة حياتية كثيرة.
وأهم هذه المغامرات والتطلعات والمحاولات هي أنشطة الناس البسطاء الذين يطرقون أبواب المساهمات والاكتتابات؛ إلا أنها تظل تجربة محدودة، وقد لا تقدم الكثير من الحلول، بل ربما تسجل انتكاسات كبيرة، أو خيبة أمل في بعض العوائد والأرباح التي تأتي غالباً ضئيلة وغير مؤثرة.
والجميع هنا في مثل هذه المحاولات ينتظر المكاسب والمغانم، وما جادت به المضاربات المحتملة من أرباح يحسبها المستفيد حقا أصيلا، لأنها ارتبطت بمفهوم أن من يكتتب يجدر به أن يجني الأرباح، وتدر هذه الأموال شيئا من تلك العوائد التي يمني بها الذات؛ لعله يتحصل على بعض منها.
كما أنها لا تخلو رحلة البحث عن الأرباح التي تعلنها الشركات والبنوك والمصانع بصيغ المساهمات والاكتتابات لا تخلو من محاولات الاستحواذ، وجلب المال من صغار المستفيدين بطرق منوعة، فربما تريد هذه الجهات ضرب عصفورين بحجر واحد؛ فالعصفور الأول السمين أن يعلنوا لمن حولهم أنهم باتوا أقوياء بما استحوذوا عليه، أما العصفور الصغير فهو المكتتب الذي تصله المكاسب المالية الرمزية التي لا تقدم أو تؤخر في قاموس حساباته.
وحينما يكون المكسب المالي ضئيلا فإن المشروع سيكون لا محالة أقرب إلى الوهم منه إلى الحقيقة، فالمكتتب، أو المشارك الصغير في مثل هذه المساهمات تأتيه الأرباح رمزية وبسيطة جدا، وقد لا تتجاوز العشرات من الريالات، إلا أن هناك من يبث الكثير من الوعود بأن طريق هذه المساهمات هو الازدهار والتقدم، وجني الأرباح، إلا انه للأسف معروف سلفا بأن هذه المكاسب ستصب في مصلحة أخرى.
وقد نستثني في هذا السياق بعض المحاولات الناجحة في مثل هذه الاكتتابات والمساهمات ولاسيما في زمن الطفرة العقارية؛ حينما حقق بعضهم مكاسب لا بأس بها، إلا أن التجربة لم تستمر في نشاطها وفاعليتها.