… في خِضَّم أحداث الشام التي ينفطر منها قلب الوليد وتمس ناصية الصبي فيهرم
فلا يرضى بها حاقد فضلا أن تشفي نهم حاسد /
غابت بتلك الأجواء السوداء.. ذات القلب (الوضيء)
الذي كان منفتحا للحياة..
يبث بهجة
ويملأ سرورا
ويغدق حبورا
بل ينشر انشراحا ويثري أفراحا
فهي (ابتسام) اسم على مسمى
لكم كانت تسرُّ من حولها بـ..
مداعباتها وأريج رواحها
فكانت تحوِّل رمادية الأيام إلى فرائح ذات أدلاء مزهرة
بلا ألواح ولا دسرٍ
عدى ما لديها من ملكة اللطف
مع تعامل مغرٍ..كم أكلت بروية القلوب حتى أنها من ولهٍ عليها: تذوب
ادمهل اللوز وتحتحت الفستق وانمحل بدر كان بكبد السماء زهوه وبالقلوب موقعه
ذهب إلى حيث اللاعودة
وبان بلا موعد مضروب لوداعه فكان الوقع ساعة استماعه
ما كان أسرع ضوء خفت ونور انطفأ
هكذا يترأ للقلب وصف غياب زهر الشباب ومتعة الألباب وملمح اليباب
وانزوى خلف عباب بيرق وقع ثم محا
كما كلمات أثبت الدهر لها سطوراً وسراعا (مع أول مصرع)محا؟؟
..فهل بعدئذ أعجب من تسأل الفؤاد:
ما بال شوارع عمري
انتابها دهشة الفراق؟
وما ذنب رصيف وجدي أن أمسى بعدها خاليا ومن كل المواعيد بعدك
يا ربي ارحمها بقدر عذوبتها
والطف بها مما كانت تحمل من نفثاتٍ تلوي إليها الإعجاب، وقد كانت تمضي ولا تلوي على أحدٍ
..تلك (أم باسل) التي لم أر منها يوما ما يوحش، أو تلمز حتى بما يشيء لأمور لا تسرّ
فرحمك المولى..
إذ من يوم تولى جنابها الذي كم أعطف إليه أعين المحبين فأمست عليها الاحداقا -كـ-نطاقا..
فهي من كل صوب ترنوها
أو حدب تتماهى إليها..إن كأنها منارةً مشـعّة
فيما هي (بذات الوقت) خلية من أن تصمك بمأثم
كيف لا...
وقَد غابَ بَدر جَمالِها المَستور
لم يمض على ذاك الوداع أشهر لكن لما علمت كأنها أحقاب.. فلا ملام يطال ابن نويرة وهو ينزف ألم البين والدنيا الخميلة التي جمعته بعضده/
فلما تفرقنا كأني ومالك
(لطول) افتراق لم نبت ليلة معا
بالذات وهي من أنبتت في مساحة معارفها أزهارا تفوح بنرجس ولو(لم تعظ على العناب بالبردِ)
آه يا دنيا..!!
لكم أنت دنيئة.. فأن تمضي أيامك سراعا ونحن بعد لم نثمل أو حتى نحاول نشتمل تشبعا ممن أخذونا إلى دنياهم.. من يوم سلبونا مدبرات خُطانا أن تنعطف بلا أذن منا إلى مسار الأحباب تعلقا بمنازل الأصحاب.
في شدوٍ خلف العتابا..
فأذكر ترنم (فيروز).. وكأن مفرداتها تغني القلب مما يعنيك/
أنتي وأنا سرنا ع كل الأبواب
حبينا وتحبينا بموسم العناب
.. لكِ الله
فمن يوم عرفتك قد أزهيتي بعيني كل مغرٍ بالحياة فأرديتني إلى مهاويه تصعدا
درجةً أن أمسى بلا اختيار مني
وقفا وكأنه يرى كيف:
أُوقفت المهج ببابك
منتظرةً جوابك
أو..مؤملة إيابك
لكنّ لساني (بعدُ) لاهج:
مَتعت بِالرِضوان في خُلد الرِضا
ما ازينت لَكَ غُرفَة وَقُصور
وَسَمِعتُ قَولَ الحَقِّ لِلقَومِ اِدخُلوا
«دارَ السَلامِ» فَسَعيُكُم مَشكور
هذا النَعيمُ بِهِ (الاأحبَّة تَلتَقي)
لا عَيشَ اإلّا عيشه المَبرور
هناك فقط المأمل للجمع والحياة الحقة التي طرَّا((.. لهي الحيوان)) والديمومة
.. هذا
بعيد 100
يومٍ على الرحيل
من......
- عبدالمحسن بن علي المطلق