بين فترة وأخرى تطالعنا الصحف المحلية بأنباء عن قيام بعض الفتيان والفتيات داخل وخارج المملكة ببعض الابتكارات، ومن ضمنهم طلاب وطالبات في المراحل المتوسطة والثانوية والجامعية والعليا. ولا شك أن ذلك دليل على نبوغ شبابنا، وقدرتهم على الابتكار والاختراع. ولا يُستغرب ذلك منهم. وقد أشادت جامعات عالمية مرموقة بطلابنا وطالباتنا الذين يتلقون تعليمهم في الخارج؛ لما قدموه من ابتكارات واختراعات، وكذلك لتفوقهم في مستوياتهم العلمية. وفي ذلك دليل على جديتهم واجتهادهم في ذلك، واستفادة كل منهم في التحصيل العلمي.
ومن تلك الابتكارات قيام بعض الشباب والشابات بابتكار طريقة لإعادة تدوير الورق. وقد استوحى أحدهم فكرته من قصة عمليات إعادة تدوير النفايات، التي بدأت في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي لأهداف بيئية في المقام الأول، تضمنتها عمليات إعادة تدوير الورق بطريقة بدائية للتخلص من نفاياتها بطريقة آمنة، صحبتها مشكلات عدة في عملية الفرز والنقل، واستهلاك المياه بكميات كبيرة. ولا شك أن هؤلاء الشباب يستحقون كل التشجيع والدعم والمساندة، مقابل جهدهم الذي بذلوه حتى حققوا النجاح تلو النجاح، وأسهموا في الوصول إلى اكتشاف بعض ما يفيد مجتمعهم وأمتهم.
إن الاستفادة الحقيقية التي يجب أن تتحقق ستكتمل عندما تتبنى الجهات المختصة تنفيذ واعتماد تلك المكتشفات، بتصنيع هذه المخترعات، على أن تقدم الجهات المعنية الدعم اللازم لها؛ لكي يستفيد المجتمع من استخدام تلك المخترعات. ولا تسأل عن مدى وحجم تلك الاستفادة. كما أن الواجب على رجال الأعمال المشاركة في دعمها، ويمكنهم مع ذلك دراسة إمكانية وجود عائد اقتصادي، يتحقق لهم في حال كونهم أنشؤوا المصانع اللازمة لإنتاج تلك المكتشفات.
إن الدولة - حرسها الله - تنفق على طباعة الكتب المدرسية والجامعية الأموال الطائلة؛ ولا يجوز شرعًا، وليس من باب رد الجميل، أن يقوم الطلاب بعد انتهاء الفصل الدراسي برمي تلك الكتب بجوار سور المدرسة، أو بحاويات القمامة؛ فهذا امتهان لمثل هذه الكتب وتهاون بها، وهي التي لا بد من احترامها وصيانتها لاحتوائها على أسماء الله - عز وجل -، ولما فيها من آيات كريمة وأحاديث شريفة وذِكْر لله سبحانه. وقد كنت أقود سيارتي في أحد الأيام القليلة الماضية، وإذا بكتب مدرسية ملقاة بجوار إحدى حاويات القمامة - أعزكم الله - تتضمن كتب التفسير والحديث والتوحيد والبلاغة، وغيرها؛ فقمت بجمعها ونقلها إلى إحدى الحاويات الخاصة بجمع الورق الموجودة بجوار أحد المساجد.
ألهذا الحد يتجرأ الشخص على إهانة مثل هذه الكتب؟
قرب المساجد، وعلى أرصفة الشوارع، وعند المجمعات الكبيرة؟!.. وليس للمرء عذر في رمي هذه الكتب وغيرها من الكتب والصحف والمجلات والأوراق المحترمة في حاويات القمامة أو في الشوارع.
كما تبنت بعض المدارس مشكورة استقبال الكتب الدراسية المقدمة من الطلاب بعد انتهاء امتحانات الفصل الدراسي، وأتمنى على وزارة التعليم أن تطالب جميع المدارس بتنفيذ هذه الطريقة، وأن تلزم الطلاب بذلك عن طريق عدم تسليم الشهادة الدراسية للطالب إلا بعد تسليمه جميع الكتب.
وأعتقد أن الكتب الدراسية فيها من الفوائد العلمية دينيًّا ودنيويًّا الشيء الكثير؛ فبالإمكان أن يضيفها الطالب أو ولي أمره أو قريبه أو صديقه إلى مكتبة منزله؛ لتكون مرجعًا لمن أراد عند الاحتياج إلى ذلك، كما أن من الطلاب من يفقد شيئًا من كتبه فيكون إهداء كتب للمحتاجين من هؤلاء الطلاب فيه تعاون على الخير، وحصول للأجر بإذن الله.
والله ولي التوفيق