واحد وعشرون شارعا من شوارع بريدة، ومحافظات المنطقة ومراكزها زينت بلافتات أسماء شهدائنا الذين استشهدوا في الحد الجنوبي من حدود بلادنا؛ لأجل حماية بلادهم بلاد الحرمين الشريفين إذا هبت رياح الحرب تلبية لنداء قائدهم سلمان بن عبدالعزيز، والتصدي لها بقوة إيمانهم، وعزيمة إرادتهم، وبطش سلاحهم، أن الله ناصرهم على أعدائهم، أعداء الأمة العربية والإسلامية، منهم من استشهد في ميادين الجهاد، ومنهم من قدم روحه ينتظر ساعة النداء لينال شرف الشهادة التي لأجلها ودع عائلته فداءً لأطهر بقعة على وجه الأرض. وهذا الفداء من جنودنا البواسل في ميادين الجهاد أبقى لهم ذكراً طيباً في لافتات الشرف التي تتصدر مداخل المراكز الحضارية التي يقام فيها مختلف الاحتفالات الوطنية؛ لكي يعيش الحضور ذكرهم التي قدموا أرواحهم الذكية؛ لأجل حماية وطنهم.
كما أن ذكرهم في قلوبنا لا يقل طيباً عن اللافتات التي زينت بها مداخل المراكز الحضارية في المدن والمحافظات التي لقت تفاعل حضور الذين مروا بها من المواطنين؛ وهي تشدهم إلى الوقوف؛ لأجل قراءة أسماء الشهداء المشرفة الذين يتمنون من الله أن يرحمهم ويسكنهم واسع جنات عدن التي وعدها الأنبياء، والشهداء، والصالحين.
هذا ولم ينحصر تكريم شهدائنا على لافتات المراكز الحضارية، والمهرجانات التراثية، والأيام الوطنية... إذ تخطاها الأمر السامي الكريم وتوجيه سمو أمير منطقة القصيم إلى المسؤولين بأمانة وبلديات المنطقة أن يختاروا شوارع تناسب مراتبهم العسكرية وتوضع لافتات بمداخل الشوارع الرئيسية في الأحياء القريبة من مساكنهم داخل بريدة ومحافظات المنطقة ومراكزها.
وهذا التكريم لجنودنا ذكر طيب تتوارثه الأجيال المتتالية، ويزداد أهمية سنة بعد سنة لكثرة إنشاء المعالم على هذه الشوارع وزيادة سالكها، ومعرفة أبنائنا أصحاب الشوارع الذي وضعت لافتات أسمائهم في مداخلها.
كما أن التكريم السامي يشد النشء على أن يحذوا حذوهم في الدفاع عن بلادهم، وعلى المسؤولين في الأمانات والبلديات أن يختاروا الشوارع المناسبة لرتب الشهداء، وأن يكون تصميم اللافتات جيدا، وخطوطها واضحة، وألوانها زاهية لتحقيق القيمة المعنوية لأصحابها أصحاب القامات العسكرية، التي قدمت أرواحها فداء لبلادها.
وهذا ليس غريبا على قائدنا أن تحمل شوارعنا أسماء الشهداء؛ وهي شوارع لا تسمى إلا لأصحاب أسماء تستحق هذا التشريف وتبقى في ذاكرة المواطنين الذين يمرون بها رافعين أكف الدعاء أن يكونوا مع الشهداء.
كما أن هذه اللافتات في شوارع منطقة القصيم وغيرها من المناطق تتويج لإحياء ذكرهم الطيب وتشريف لعوائلهم الذي تتمناه عوائل بلادنا المحبة لتراب أرضها أرض المقدسات الإسلامية.
فإذا تجولت بمدينة بريدة ومحافظات منطقة القصيم وسلكت طرقها الرئيسية واتجهت إلى شوارعها الفرعية وجدت شوارع الشهداء وتذكرت بطولتهم التي جرت في عروق دمائهم الذكية؛ لأجل تلبية نداء قائدهم سلمان بن عبدالعزيز.
ولأهمية تكريم الشهداء ألا ينحصر التكريم بلافتات الشوارع الرئيسية، والمراكز الحضارية، والأيام الوطنية، ولكن وضع لافتات في حرم الجامعات، وأفنية المدارس، ومداخل الدوائر الرسمية، وهي تحمل أسماء جنودنا البواسل، وهذا من أفضل الدوافع لأبنائنا أن يحذوا حذوهم، لأجل الدفاع عن بلادهم بلاد الحرمين الشريفين.
- بريدة نادي القصيم الأدبي