المجموعة القصصية (مزيكا) للقاصِّ حسين علي حسين الصادرة عن نادي المدينة المنورة الأدبي تضم مجموعة من القصص القصيرة.. وكذلك القصص القصيرة جداً.. وتحت عنوان «هطول» كتب القاص حسين علي حسين:
حطت العصفورة الفارهة على جذع الشجرة، كان الجو غائماً، وريح لطيفة تحط على المكان.
حط العصفور حالماً..
بدأ الزقزقة، كانت الغيمة قد بدأت تمطر مطراً لطيفاً، سكن معه كل شيء في الحديقة باستثناء العصفورين.
وتحت عنوان «الغبار» كتب القاص:
في الليلة العاصفة، تمايل الشجر، واكتساه الغبار، في الصباح جاء البستاني بمقصِّه الحاد القسمات، أدخل فكَّ المقص في أصغر عود، لتتهاوى أول شجرة؛ لكن دهشة البستاني اتسعت عندما تهاوت جميع الأشجار تلك اللحظة، أرخى رأسه، إقراراً بسطوة الغبار!
وفي قصة قصيرة أخرى يقول:
وقف أمام شاطئ البحر مهموماً، كان الشاطئ خالياً، رمال ناعمة بلون النحاس، يضع يديه خلف ظهره، ينظر إلى البعيد، وجوده هنا بلا هدف، الهموم تطوقه من كل جانب.
النجوم تبسط سيطرتها على صفحة البحر الهادئة، فجأة!! خرجت من وسط الماء سمكة كبيرة، ناعمة رشيقة، انقضت مباشرة عليه اختفيا معاً في لجة البحر، الذي كان في قمة الحيوية والغضب.