حائل - عبدالعزيز العيادة / تصوير - سارة العبدالمحسن:
عقدة التي تحتضنها جبال حائل تعد إحدى أجمل المناطق السياحية في بلادنا، يؤمّها الكثيرون من أهل حائل الذين يرون أن إمكانيات المنطقة لم تستغل سياحياً، معددين مزاياها ومطالبين الجهات المسؤولة والقطاعين العام والخاص بالالتفات إلى المنطقة، وقدموا عدداً من المقترحات التي يمكن أن تضع المنطقة في مكانتها اللائقة في خارطة السياحة السعودية، وتساءل بعضهم بمرارة: هل كانت عقدة ستعاني هذا الإهمال لو كانت في منطقة أخرى... «الجزيرة» التي زارت المنطقة لم تجد إلا سوقاً لبيع منتجات المزارع المجاورة.
أولى وقفاتنا كنت مع كاهن جاويد عامل آسيوي الذي قال: «الإقبال كبير لكن العمل يحتاج إعطاءه أهمية أكبر لأن المواقع التي يزاول فيها الباعة أعمالهم مواقع غير آمنة وغير مكتملة الخدمات لتقديم خدمة أفضل للزائرين.
أما أحد الزائرين عبدالرحمن التميمي من مدينة حائل فقد ركز في حديثه على عقدة فقال: عقدة أصبحت أحد أحياء مدينة حائل بل أجمل الأحياء وأكثرها متعة رغم افتقارها للخدمات السياحية البلدية والسياحية الشاملة. وتساءل: لو كانت عقدة في أي منطقة أخرى غير حائل هل ستبقى هكذا.
مسار خدمي وسياحي
ودعا التميمي لأن تكون هناك مبادرة شاملة من القطاع الخاص والقطاع الحكومي ومن الأهالي أيضا، مشيراً إلى أن طبيعة «عقدة «تفرض عدم بقائها بلا خدمات سياحية ، مستشهداً بمبادرة عدد من المزارعين في منطقة عقدة وبعض باعة الخضار بتواجدهم على جوانب الطريق وكيف لاقت مبادرتهم الاهتمام من الجميع، فنشطت زيارة المواقع السياحية، وشراء احتياجات المنازل من هذا المكان والاستمتاع بقضاء أوقات متميزة في المنطقة.
وتمنى التميمي وجود مبادرة حقيقية وشاملة في مسار خدمي وسياحي أكبر، وقال: حينها من المؤكد أن «عقدة» الجمال والروعة والتكوينات الجبلية الشاهقة والمدهشة ستأخذ مكانة أهم وترتيباً أفضل على مستوى المواقع السياحية بالمنطقة والمملكة وربما حتى على مستوى الخليج.
إقبال مكثف
ويؤكد المواطن نايف الشمري ـ من سكان منطقة عقدة ـ أن مبيعات الخضار على الطريق الرئيسي وكذلك مبيعات الأسر المنتجة جعلت من المنطقة سوقاً مفتوحاً ومشجعاً لبعض الأسر المنتجة خاصة مع الإقبال الكبير على زيارة عقدة والاستمتاع بمناظرها الخلابة.
ويشير الشمري إلى جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وتبنيهم تجميل جانب من مدخل عقدة وإقامة بعض مواقع الأكشاك التراثية للاستفادة منها كمواقع مبيعات جاذبة للزوار. وقال: «الطموح كبير واحتياجات عقدة للخدمات البلدية والخدمات السياحية كبيرة ومضاعفة وتحتاج تكاتف الجميع من أجل إحداث التغير إلى الأفضل».
وتابع: «إن الدعم الذي تجده المنطقة من القيادة الرشيدة يجعلنا أكثر تفاؤلاً بمستقبل المنطقة ككل والمواقع السياحية بالتحديد خصوصاً مع التوجهات الرائدة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بقيادة رئيسها الأمير سلطان بن سلمان».
الطموح كبير
من جانب آخر أشار أحد المستثمرين الذي عمل في مجال تطوير الإمكانات الطبيعية في عقدة منصور الغسلان إلى أن العديد من المستثمرين من القطاع الخاص بادروا بدعم التوجه السياحي في عقدة فهي بالفعل من أهم الوجهات السياحية بالمنطقة بل بالمملكة وإنشاء الفنادق والمنتزهات وحتى المدن الترفيهية والخدمة سيضاعف من جمال المكان الذي اشتهر أهله أحفاد حاتم الطائي بكرمهم ، وقال: إن دعم المشاريع السياحية في عقدة من أهم الاحتياجات السياحية التي تحتاجها المنطقة سواء من الجهات المسئولة عن تقديم الخدمات أو تقديم القروض من صناديق الإقراض في وزارة المالية والذي أعلنت عنه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وخصوصاً في منطقة كحائل بحاجة لمزيد من الدعم لتأخذ نصيبها من البرامج التطويرية الشاملة ولم تنل دعماً كهذا من قبل .
حزمة أفكار
ويرى محمد البقعاوي ـ أحد زوار عقدة ـ أن الأفكار التي بالإمكان دراستها من جهات الاختصاص سواء من أمانة المنطقة أو إدارة النقل أو الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة المالية هي إقامة فندق بمواصفات عالية وعالمية في هذا الموقع السياحي النادر على مستوى المملكة، وكذلك دراسة إنشاء مشروع تلفريك يمر بأفضل المواقع الطبيعية العديدة في عقدة بالإضافة إلى دراسة فكرة أحد أهالي عقدة والذي أشار إلى وجود مكان مناسب لربط الموقع السياحي المعروف مشار بموقع عقدة السياحي عبر جسر معلق ورسم الطريق لذلك عبر مواقع أقل ارتفاعاً وتحقق نقلة نوعية للموقعين بأقل التكاليف. وقال: إن الذي طرح هذه الفكرة وهذا المقترح رجل أكاديمي، وقال: إن الأعمال الخلاقة والمبتكرة هي التي تعجل بتحقيق التطور الملموس، وأن الأعمال التقليدية وذات الإيقاع البطيء لا تحقق طموح الجميع برؤية مستقبل أفضل للخدمات السياحية.
الحفاظ على المنطقة
وقال نايف الشمري من أهالي حائل: تتمثل إحدى أهم احتياجات عقدة السياحية في سرعة البدء في مشروع المياه ومشروع الصرف الصحي، مؤكداً أن إنجاز هذه المشروعات من شأنه الحفاظ على المنطقة وجمالها، وقال: جمال عقدة مهدد مستقبلاً خوفاً بأن يتكرر ما حدث لوادي الأديرع من تلوث بعد تزايد أعداد السكان الذين يحتاجون لهذه الخدمات التي تحافظ على المنطقة فضلاً عن أنها تخدم الأهالي، وختم الشمري حديثه بالتأكيد على أهمية توفير المعينات التي تجعل من المنطقة منطقة جذب حقيقي خاصة وأنها تتمتع بكافة المقومات التي تؤهلها للقيام بهذا الدور.