الأحداث الجارية في الأمة العربية والإسلامية والعالمية، تدعو لموقف أممي يعلن تجريم الإرهاب بكل صوره وأشكاله، والذي لا يكون إلا بإسكات دعاة الفتنة وأرباب الإسلام السياسي الذين ينفخون في نار الإرهاب ليلاً ونهاراً ليولدوا المآسي الإنسانية فيكون لهم فيها رزق بجمع التبرعات ومنبر للعويل والبكاء على جثث هم قاتلوها بألسنتهم وأقلامهم.
فليس على الأمة اليوم أخطر من الإسلامويين الذين يخلقون المصائب وينادون بالطائفية والحروب الدينية، ولا أَحبَّ إليهم من شم رائحة الشواء وزعيق الأطفال.
ولم يصل العالم اليوم لما وصل إليه من اضطراب وفوضى إلا بعد ما نادى منادي الفتن وموقد نار الطائفية زاجاً بأبناء المسلمين إلى الهلاك قائلاً دون مبالاة أو خوف من محاسبة (فليموتوا)، ليعيش وأبناؤه في أجمل المنازل وأفخم المراكب!
ولم يكن يتصور عاقل أن تكون أجمل الدول العربية كسوريا مثلاً دماراً وفوضى حتى صار أولئك النفر إلى مصر إبان حكم الإخوان ليعلنوا النفير العام ووجوب الجهاد في سبيل الله.
كم تأذى العالم من تلكم الفوضى التي افتعلها دعاة الفتنة ولا زالوا يسرحون في العالم يدعون للفوضى والطائفية والخراب في أمنٍ من العقاب وسلامةٍ من الحساب.
والسؤال: هل ثمة تكريمٌ للمنابر الشرعية بإزالة خطباء التحريض والطائفية منها؟
ألم تتنبه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للخطر المحدق بالعالم بسبب تغافلها عن دعاتها وخطبائها؟؟
ألم يحن الوقت لمنع كل من دعا إلى ثورة واعتصام ونادى بزوال الحكام وعرض بالعلماء والأمراء في السعودية والخليج إبان فوضى الربيع العبري من الظهور الإعلامي؟
ليس أعظم من البحث عن الحلول إلا الاعتراف بوجود المشكلة، ولا أضر على العالم اليوم إلا الخطاب الإسلامي المتطرف لأن انتشاره أوسع من الخطاب الديني في أي دين ومذهب وملة.
الإسلام لم يدعُ يوماً إلى قتل الناس، والله لم يتعبد خلقه بإراقة الدماء ولم يجعل طريق الجنة مفروشاً بالجماجم والأشلاء.
وانظروا للتاريخ الإسلامي من عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - إلى زمن الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - فهل تجدون غير الخوارج ودعاة الفتنة من شوه صورة الإسلام وتسبب في دمار المسلمين وبلادهم؟؟
إلى اللقاء..
- عضو الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام في مكة المكرمة -سابقاً-
azizalmosa2015@gmail.com