المملكة العربية السعودية بلادٌ شاسعةٌ مباركة لم يكرمها الله سبحانه فقط بأن جعل فيها أم القرى وكعبته المشرفة وبيته الحرام والمدينة المنورة اللتي شع منها نور الإسلام وضياءهُ وصفاءهُ على المعمورة كلها، واختصها الله سبحانه بأن تكون الحضن الدافئ لخاتم أنبيائهِ ورسله وأفضل خلقهِ وصحابته الأجلاء من المهاجرين والأنصار: تلك المدينة الصغيرة التي انطلقت منها جحافل الموحدين لفتح البلدان المجاورةِ والبعيدة ونشر الإسلام، بل حباها برجالٍ صالحين مخلصين لدين الله ببذل الغالي والنفيس ليعم أرجاء المعمورة السلام ويسود الأمن والطمأنينة، وإلى يومنا هذا وملوك هذه البلاد وشعبها ينشرون الخير والمحبة والسلام، ويمدون أياديهم بالعون والمساعدة للجميع أفراداً وأمماً بكل أريحيه وسخاء للعالم بلا منة، وبلاد اليمن واحدة منها لاسيما أنها البلاد الملاصقة للمملكة بمساحاتٍ شاسعة، ومنذ أكثر من أربعين سنة والمملكة - حباها الله ورعاها - تغدق الخيرات على أشقائنا اليمنيين حكومةً وشعباً، ولكن طيبتنا حكاماً ومحكومين وتربيتنا الإسلامية تجعلنا نخفي ما تمده تلك الأيادي البيضاء بسخاءٍ وأريحية حتى لا تعلم شمالنا بما تنفقه يميننا، وحتى لا نشعر أخوتنا بأننا نمن عليهم بما نعطيهم، وإن ما نقوم به هو من باب نصرة أشقاء وجيران لنا مما أفاء الله على بلادنا بالخير استجابةً لدعوة أبي الأنبياء بأن يفيض الله على هذه البلاد المقدسة وأهلها ناشرةً وناصرةً دينه من الخير ورغد العيش، وفي كل سنةٍ من سنوات حكم حصني اليمن خاصة أو المخلوع عبدالله صالح ناكر الجميل تدعم المملكة ميزانية دولة اليمن بالمليارات وتشيد الطرق والجسور والمطارات والمستشفيات والمدارس والمساجد وتحتضن مئات الآلاف من الإخوة اليمنيين ليكسبوا قوت عيشهم في ربوعها، بحيث أصبحت بلادنا ورشةً كبيرةً لهم يتعلمون فيها جميع المهن ويحولون مدخراتهم عملة صعبة تدعم ميزانية المخلوع، وتفتح المملكة ذراعيها لأبناء اليمن الشقيق للدراسة في مدارسها ومعاهدها وجامعاتها وكلياتها المدنية والعسكرية لكلا الجنسين وهم موجودون إلى اليوم بين ظهرانينا وسوف يظلون بيننا إلى ما شاء الله، ينهلون من منابع العلم في بلادنا المباركة ويحصلون على العلاج المجاني في مستشفياتنا الراقية مثلهم مثل أي مواطن، وكم من مرة جاء المخلوع وجيء به للعلاج وكانت آخر مرة أحضر بطائرة إخلاء طبي سعودية متقدمه يصاحبه فريق طبي سعوديبير بعدما كاد أن يلقى حتفه واحترق جسمه في التفجير الذي حدث له في قصره وبقي يعالج في المملكة على يد أمهر الأطباء السعوديين والأجانب وتم ترقيع وجهه من إليته ولم يعد لبلاده إلا بعدما شفي تماماً، وللعلم يوجد خرائط توضح بنقاط مختلفة الألوان مشاريع المملكة في جميع الأراضي اليمنية، وما سطرته هاهنا إلا نقطة في بحر. والجميع يذكر كيف تآمر المخلوع على المملكة والكويت التي كانت ولازالت لها أيادي بيضاء على اليمين وعلى مصر والشام والأردن مثلها مثل المملكة، ولكن الكويت توثق وتعلن على الملأ جميع ما تقوم به من مشاريع في هذه البلان وغيرها حتى لا يقول جاحد إننا لم نقدم شيئاً وإنما هما مشروعان أو ثلاثة بقروض تم تسديدها، ومن أين تسدد من ملئ الخدود بالقات أو من تجارة الزبيب!
وقف المخلوع مع صدام حسين عندما احتل الكويت وحلم وزمرته باحتلال أجزاء من المملكة وخاب وخابوا، وقبل بدء الحرب طلب وحكومته من الإخوة اليمنيين المقيمين في المملكة المغادرة لأن صدام سوف يقوم بقصف المدن السعودية وسوف يتم تدميرها عندها غادر مئات الآلاف منهم حاملين معهم كل شيء، بل إن كثيرين منهم عليهم التزامات وديون لتجارٍ ومواطنين تخص بضائع اشتروها منهم ولم يسددوا قيمتها، وأخذوا معهم معداتٍ خفيفةٍ وثقيلة مثل الشاحنات والغرافات وخلافها وغادروا على عجل، وكل هذا موثق ومصور، واستفاد اليمن من هذه المعدات التي لم يحلم بالحصول عليها. ولقد دعوت في سنواتٍ خلت عندما كنت أحد منسوبي الصندوق السعودي للتنمية لإعلان وإبراز ما تقوم به المملكة تجاه اليمن وتجاه جميع الدول الشقيقة والصديقة خشية اليوم الذي يأتي فيه جاحد وناكرٌ للجميل مثل المخلوع فيقول لم نتلق أي مساعدات من بلاد الحرمين. والجميع بكل أسف طامع وحاسد وناكرون للجميل ويعتقدون أن ما حبانا الله به من ثروة نفطية يجب تقاسمها معهم. ولله الأمر من قبل ومن بعد.