الأمم المتحدة تجاوزت كل المعقول في كثير من الأحداث الدولية، فبدلاً من أن تكون هيئة دولية تقف على خط الحياد وتسعى لرأب الصدع في تقلبات الأحداث على المستوى الدولي نجدها منحازة لهذا الطرف أو لذاك مما يجعلنا متأكدين بأن هيئة الأمم ليست مستقلة، وتحكمها أمريكا وروسيا، فقد تجنت على المملكة العربية السعودية في أكثر من موقف ثم تتراجع وأي حدث في المملكة تجعل منه مادة دسمة لها ولمنظماتها، وتركت الأحداث المهمة والخطيرة على السلم العالمي تحت وصاية أمريكا وروسيا... ولننظر إلى ما يحدث على الساحة السورية من عبث لا يعادله عبث، وإطالة الحرب وتهجير الملايين من سكان هذا البلد، أمام هيئة الأمم وتحت سمعها وبصرها.. وكذلك قضية اليمن والمعايير المزدوجة التي تتبناها تجاه الأحداث في اليمن، فهي تدين ولا تنفذ ولا تستقر على رأي، وأغلب الأحيان تقوم بإدانة قوات التحالف وتتناسى جرائم المخلوع والحوثيين، وكأنهم محميون حتى من متابعة القرارات السابقة الواضحة والصريحة، ثم تهاونت في كثير من المواقف التي كان للإرهاب دور أساسي فيها، بتعليمات أمريكية حتى وصل الأمر إلى ما وصل إليه في أوروبا وأمريكا نفسها، وقد طالبت السعودية مراراً وتكراراً من دول العالم جميعاً بضرورة الاتحاد في صف، والالتقاء على كلمة من أجل العمل على مواجهة الإرهاب الذي نال من الكثيرين، إلا أن أعداء الإسلام والسلم العالمي وجدوا الفرصة سانحة لتأليب العالم على الدين الإسلامي، وعلى من يحمي مقدساته المتمثلة في الحرمين الشريفين، فكان الهجوم ضارياً على السعودية، وسط دعم لا محدود من خونة الإنسانية الذين استمروا في ضلالاتهم وأوغلوا في أفعالهم الإجرامية عبر تفخيخ السفهاء وتفجير الأبرياء، ليدفع من بعدهم الأحياء ثمن تلك الفوادح. لكن أكثر ما يحير ساكني منطقة الشرق الأوسط، أن معاول الإرهاب، والمطلوبين أمنياً في الكثير من الدول والمحسوبين عنوة على الإسلام عامة وعلى التيار السلفي خاصة، قد وجدوا في إيران الحضن والحاضنة، فتكيسوا بها وكستهم، واستظلوا بولاية الفقيه فأضلتهم حتى اشتروا قوتهم بموتهم. ليتحولوا إلى متفجرات متحركة تضرب في جنح الظلام من لا حول له ولا قوة. تلك الحيرة تتجلى حين تأتي أصوات دولية تطلب بأن تجعل إيران شريكا في صناعة السلام وهي في الواقع عدوة السلام. وفي المقابل تشن الحملات تجاه دول السلم والسلام، ولا أحد يشك الآن أبدا في أن إيران هي الراعيالرسمي لكوارث الشرق الأوسط والعالم.... تحالفت مع داعش الغبراء، واشتركت معها في ضرب العراق وتدميره، وقيام النعرات الطائفية وتفكيك جميع مفاصله حتى أصبح بلدا لا يعرف من يحكمه، احتضنت رؤساء وخبراء القاعدة وهيأت لهم كل سبل الراحة، ينطلقون من أراضيها ويعودون إليها، سعت في خراب الأمن وبث روح الفرقة والتناحر وكدست الأسلحة والألغام في طريق الاستقرار والسلام كما هو الحال في العراق واليمن، تحاول أن تصدر خيبتها إلى الدول المجاورة وبات الشعب الإيراني يقتات على الكفاف، والأموال تصرف على زعزعة الاستقرار والسلم في بلدان متعددة.... علقت المشانق تلو المشانق وآخرها قبل أيام، وقتلت من قتلت ولم تتحرك هيئات الأمم سوى بتصريح مخجل ومقزز، وكأنها تقول لإيران «لا يهمك استمري»، ولو كانت تلك المشانق تعلق في السعودية لرأينا هيئة الأمم وحقوق الإنسان المسكينة ترغي وتصيح.... إذاً أين هم من كل هذه الجرائم العبثية وقتل علماء السنة وأهل الأحواز، أين هم من جرائم إيران التي لا يتسع لسردها صحف ولا أوراق، لم يعد هنالك مجال لإخفاء الحقائق، وما تقوم به إيران من إجرام دولي... فأين هيئة الأمم الأمريكية ولماذا الكيل بمكيالين حينما يكون الأمر يتعلق بإيران وغيرها من الدول الراعية للإرهاب... إن هيئة الأمم المتحدة لم يعد لها مصداقية ولا هيبة فهي مسيرة وليست مخيرة، ولا يجب الاعتماد عليها بل يجب محاربتها مع إيران، لأنها تمضي في الخط المعاكس لإرساء الاستقرار والسلم العالمي، وقراراتها أصبحت غير ذي جدوى، فما يرتجى منها خير وهي على هذه الحالة.