خالد بن حمد المالك
كلما استمعت إلى وزير خارجيتنا عادل الجبير، متحدثاً بهدوء عن مواقف المملكة، مدافعاً عما يُلقى من تهم عليها، ومجيباً عن أسئلة الصحفيين، أو كان في منصة مشاركاً مع نظيره أو نظرائه من وزراء الخارجية في دول العالم، أدركت كم كان الملك سلمان موفقاً في اختيار رجل خبير ومثقف يحسن القول، ويملك الحجة ولديه ما يفند به كل رأي غير صحيح عن المملكة.
* *
اختيار الرجال القادرين على خدمة بلدهم بين أكثر من عشرين مليوناً من المواطنين والمواطنات، وفي دولة أهَّلت سكانها بتعليم عال وتخصصات مختلفة ترتقي إلى ما هو موجود في كل دول العالم ليس أمراً سهلاً أو هيناً، خصوصاً حين تكون الخيارات والبدائل كثيرة، ولا يوجد بنك معلومات بكل الأسماء المؤهلة من حيث التخصص والخبرة للوصول إليهم، والاستدلال على إمكاناتهم.
* *
ومع هذا فقد فاجأ خادم الحرمين الشريفين مواطنيه باختياره مجموعة من الكفاءات الذين أسند إليهم عدداً من الوزارات، مع الإبقاء على مجموعة من الكفاءات القديمة المتمرسة ممسكة بحقائبها الوزارية، فكأنه بذلك أراد أن يجمع بمجلس الوزراء نموذجين من القيادات، بحيث اكتسبت الوزارة في عهده التجربة والخبرة والتخصص وحيوية الشباب، وهو ما سوف يساعد على إنجاز تنفيذ الرؤية 2030 والتحول الوطني 2020 بالمستوى المطلوب والتوقيت المناسب اللذين يسعى لهما الملك سلمان بن عبدالعزيز.
* *
ولعلي أختار واحداً من بين الوزراء -وهناك غيره كثير- وقد أعطى انطباعاً بامتياز في إدارته لعمله، وجاء استكمالاً لنجاحات سابقة حققها الوزير السلف سمو الأمير سعود الفيصل، وأعني بهذا الوزير عادل الجبير، الذي يملك ناصية البيان ولغة الكلام ويتعامل بشكل جاذب ومقنع، ما جعله محط الأنظار والمتابعة، وبالتالي تأكد العالم من سلامة مواقف المملكة، وحرص الدول على التعاون معها، حيث عبَّر للعالم بكفاءة عالية عن توجهات ومواقف خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد.
* *
عادل الجبير يتحدث بلغة السياسة والدبلوماسية بإتقان، وبأسلوب الإعلام بامتياز، وهدوء واحترام للمشاهد والمستمع، فيضعنا أمام كفاءة عالية في أداء مهامه، ما لا نجده في أي وزير خارجية آخر في العالم، وهذا الانطباع الشخصي لا يصدر مني عن عاطفة لبلدي ولوزير خارجيتها، ولا ينطلق من رصد شخصي لحسن اختيار خادم الحرمين الشريفين لهذا المنصب المهم في شخص رجل خبير ومجرب هو عادل الجبير فقط، وإنما هو أيضاً قراءة متأنية لخطاب وزير خارجيتنا من حيث الأفكار والأسلوب والعمق في التفكير، مصحوباً بتأنٍ تتطلبه الحكمة وبُعد النظر، وبما يليق باسم المملكة الكبير، ومكانتها العالية بين دول العالم، حيث يقودها الملك الرمز سلمان بن عبدالعزيز، ويساعده في ذلك المحمدان ولي العهد وولي ولي العهد.