د. خيرية السقاف
أهي طفرة تنتاب سلوك الناس فإذا ببياضهم يشوب..,
وخفيهُّم يظهر, وعوراتهم تتبدى..؟
أهي طفرة, فإذا بأوراقهم تنفض, وأوار نارهم يصطخب..؟
لا تكاد معها أن تميز الصدق من الكذب, والحق من الحقد,..
لا تكاد مع تدفق معطياتها أن تفرِّق بين من يبني ومن يهدم,..
بين من يقتلع جذراً, ومن يزرع فسيلة,..
بين من يتخذ مكانه, ومن يستحوذ على مكان غيره,..
بلى, هي طفرة ..!!
مدهشة, متوقعة, مستشرفة!
لكن تساوت فيها حركة اللهاث, واقتحمت كل صوب,
اختلطت فيها سيقان اللاهثين فلا صفو في النظر, ولا فرصة
للتصنيف.. والتصفية..!
لا أثر لغربالها..!
طفرة تتداخل فيها الحِكمة, والسَّفه,
فإذا السفه يطفو, والحكمة تُقبر..!!
وإذا الهشاشة تغزو, والمكين يندحر ..!!
وإذا الثوب يتبدل, والصدر يَفرُغ..!
وإذا العكر يسود, ويستبد..!!
لكنها ستمضي,
كأي طفرة ستمضي,
ستلملم نفسها وتندحر رويداً رويداً وتنزوي,
ستصبح كان ومضى..
تماماً الدوامة حين تعصف بغبارها..
لكنها حتماً ستأخذ معها, بعد أن تكون قد أسقطت شجراً,
ودفنت جُدراً, ونقضت أبنية, ووضعت من الأعمدة المنيفة مصابيحها..!
فما النتائج التي ستتركها حصاد الاندفاعة التي لا يكبحها اللاهثون في صُعدها المختلفة..؟!
بوسائلها الوفيرة ..؟!
المرجو ألا تكون خيباتها أضعاف مكاسبها, ..!
* * *
السطور أعلى:
عن المشهد الحي لمواقع التواصل..!!