ناصر بن فريوان الشراري
ها هو قاسم سليماني يُحكم قبضته على ثاني أكبر قوة عسكرية بالعراق بعد الجيش العراقي وهي الشرطة الاتحادية العراقية التابعة لوزارة الداخلية، وقبله تبعية مليشيا الحشد الشعبي الشيعي له ومليشيات إرهابية عديدة أخرى تحت مسميات مختلفة، فهذه الشرطة الاتحادية المنضوية اليوم تحت عهدة سليماني يُقدر عدد جنودها بـ(60) ألف مقاتل بالإضافة إلى العتاد العسكري المتقدم الثقيل والمتوسط!!
كيف سيطر قاسم سليماني فهذا الأمر مجرد تحصيل حاصل فالعراق بمجمله يديره ملالي إيران، ولكن لنفهم الطريقة التي فرض بها هذا الجنرال الطرزان قاسم سليماني الذي لم يدرس العلوم العسكرية ولم يتخرج من كلياتها نهائياً وإنما تم صناعته فجأة هكذا لينُط من طهران إلى سوريا ومنها للعراق ولبنان ليظهر فجأة في روسيا ليعرض خرائط خططه هناك على الدب ويتحرك هكذا بكل يسر وسهولة على الرغم من أنه مطلوب عالمياً كون أنه موضوع على لائحة الإرهاب فكيف استطاع هذا الطرزان النطاط أن يفرض سيطرته على الشرطة الاتحادية العراقية هو عن طريق قيامه بإسقاط تُهم الفساد عن قائد الشرطة الفريق رائد جودت مقابل ولاء مطلق تام من قائد الشرطة لفيلق القدس الذي يقوده سليماني!!
ومن نكد الدنيا على الأمة العربية أن عراق اليوم يقوده الخائن نوري المالكي ومن وراء الكواليس إلى حافة الهاوية وعبر التأجيج الطائفي ليصبح تابعاً بشكل مطلق لإيران، ولو يُقتل نصف العراق فبالأمس قام أحد رجال الأمن التابعين للتيار الصدري بالاتصال على إحدى القنوات العراقية ليُعلن عن اعترافات مُطلع عليها تماماً ويُقسم أمام الملأ بأن السيارات التي تم تفخيخها بالكرادة ببغداد تمت بواسطة ضابط مخابرات تابع لقاسم سليماني ويُشرف عليها أحمد نوري المالكي نجل العميل نوري المالكي، وقد أبدى رجل الأمن هذا التابع للتيار الصدري امتعاضه وأسفه من المخطط القذر البائس الذي يقوم على تنفيذه العميل نوري المالكي بهدف ضرب المكون العراقي (السني X الشيعي) لقتل وتهجير أهل السنة العراقيين من بلادهم. ومن نوازل الخزي والعار أنه قبل فترة احتفلت سفارة طهران ببغداد بمناسبة قيام الثورة الخمينية حيث ألقى السفير الإيراني كلمة تحدث فيها عن الولي الفقيه وحربه المقدسة مع صدام وترحم بها على شهداء الجيش الإيراني بحسب حديثه وأنهم في الجنة وجنود الجانب الآخر في النار، وكان ذلك بحضور ساسة كبار من الحكومة العراقية!! فهل هناك ذُل وهوان أكبر من هذا بأن يقال وعلى أرض العراق وفي وسط ثُلة من مسؤوليه أن جنود إيران في الجنة وجنود العراق في النار!!
يعلم الجميع أن العراق اليوم مستحل وساحة عُهر إيراني تقتل وتبيد من تريد من العشائر السنية وبقيادة هذا الطرزان النطاط قاسم سليماني الذي يسرح ويمرح كيفما شاء تحت حماية الطائرات الأمريكية التي تقصف المدن السنية بذريعة الحرب على داعش الإرهابية، فهذا الإرهابي اللعين التي تدعي أمريكا أنه مُدرج على قائمة الإرهاب وهو اليوم يُحارب تحت غطاء طائراتها، وقد عادت أمريكا اليوم للعراق بأكثر من (500) جندي ودعماً لوجستياً كي تعطي قاسم سليماني زخماً فوق زخم لتحتل مليشيات إيران كامل التراب العراقي وتفرض سيطرتها عليه لتصبح بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية كما يحلم ملالي إيران وكما تشدقوا بذلك كثيراً لينطلقوا من العراق نحو باقي الدول العربية الأُخرى..!