تنسب التقارير الإخبارية عن رئيس وفد الحوثي لمباحثات الكويت محمد عبد السلام قوله: إن الوفد لم يقدم أي التزامات للمبعوث الأممي بشأن استئناف المفاوضات، وأن ابن الشيخ يعبر عن نفسه.
وأن أولويات الوفد تختلف عن التي طرحها المبعوث الأممي. وأن أولوياتهم تشكيل مجلس رئاسة، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية. ونحن سنستعمل لهجة الأخوة اليمنيين عند تعبيرهم عن خلط أشياء مختلفة مع بعضها بقولهم «نخلب» والخلب هو خلط مكونات الحلبة «السلتة» وهي إيدام لذيذ بحق. يكاد يكون يوميًا على المائدة اليمنية. ونحن سنخلب ما نسب لمحمد عبد السلام بمكونات طبيعة الحوثية. خداع، مراوغة، وعد، خلف الوعد، عهد، نقض العهد، تناقض، تقية. ثم توقع النتيجة المستحيلة.
كما تتوقع النتيجة عندما تغرس شتلة الكداد، وبعد حول تذهب لتجني منها العنب. وهو حلم صوره عمل ميكانيكي بتحويل الدراجة الهوائية إلى طائرة ركاب أنيقة. ورئيس وفد الحوثيين، إما أنه أبعد ما يكون عمّا يدور داخل غرف اتخاذ الموقف بكهوف مران، وإما أنه مارس «الخلب» على المبعوث الأممي في تصريحه، بخلاف ما التزم به للمبعوث في صنعاء باعتبار موقفه المصرح به تعبيرًا عن ممارسة دبلوماسية يستهدف منها تحقيق غاية محددة قد تساعده على حرف المفاوضات إلى حيث يشاء أن تنحرف إليه. فهو هنا أيضًا «خلب» ليحلم. فإن عمل على تنفيذ تصريحه على طاولة المفاوضات بالخروج عن محاورها المقدمة المكتوبة» كما صرح به معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية اليمنية د. عبد الملاك المخلافي. وهو القرار 2016 بما تضمنه من بنود محددة واضحة صريحة، في سابقة تحدث لأول مرة بأن يتبنى مجلس الأمن تفصيلاً محددًا واضحًا بخطوات تنفيذ أهداف القرار». ولا شك أن هذا يعود لجهد وكفاءة الدبلوماسية الخليجية والعربية. والحوار الوطني والمبادرة الخليجية. وأن المبعوث الدولي ملتزم بإعلان المعرقل لتنفيذ القرار الدولي وكل ما له صلة بمضمونه. وحيث إنه يستحيل على العقل السليم أن يرتاب بوقوع المبعوث الأممي بخدعة حوثية، وهو يقدم تعهدًا مكتوبًا للشرعية بمرجعيات التفاوض. إلا أن يكون المبعوث الأممي تمكن خلال زيارته لصنعاء الأخيرة التي فاجأ بها المتابعين بزيارة المخلوع بأن الموقف الذي أدركه من التناقص والموافقات والنكص والمراوغة، خلال سبعين يومًا من قبل الحوثيين المتصدرين للموقف المليشاوي. هو نفس موقف جناحهم الثاني المخلوع. فتيقن بأن المجموعة بنفس الفكر والغاية. فأخذ على عاتقه تقديم الضمانات للشرعية ملزمًا نفسه بالتزامات المجتمع الدولي بتنفيذ القرار 2016 بأولوياته وترتيباته، بارغام الحوثيين على توقيع اتفاق تنفيذه، أو إعلان أنهم الجهة المعرقلة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2016 ومخرجات الحوار الوطني. وهنا يكون محمد عبد السلام «خلب» بتصريحه المذكور، لأنه لم يدرك كيف ترسم السياسات وتترجم بالدبلوماسية الواعية. لأنهم يحلمون. قد يكون للحوثيين فرصة باعتبارهم شريحة بنسبتها في السلطة لو كانوا يعون مآلات الأمور ووقعوا على تنفيذ مرجعيات السلام المعتمدة ونفذوها. ولكنهم بهذا التصريح ينبؤون عن عدم إدراك مآلهم فيما لو تعنتوا وحملوا مسؤولية عرقلة تنفيذ القرار والمرجعيات المتند إليها القرار. حيث لن يكون لهم دور في الحياة السياسية، ولن يكون لهم نصيب في تاريخ اليمن إلا في صفحات الأيام السود من تاريخ اليمن، وستستحصل منهم الدماء التي تسببوا بسفكها والأموال التي نهبوها.
وربما يوصمون بما هم أهله كميليشيات إرهابية. إنهم قوم يحلمون وهم وقوف في لحظة غفوة غافل.