فهد بن جليد
برأيي أن قصة ناقة (مسلخ أبو عريش) تصلح (كنموذج عملي) لحل مُشكلة الإبل السائبة على الطرقات؟ حيث بدأت فصولها وأحداثها مع رغبة صاحب الناقة (ذبحها)، إلا أن عمال المسلخ امتنعوا عن ذلك وفق التعليمات التي تحظر (ذبح الإناث) لينشب خلاف بين الطرفين، ويترك الرجل (ناقته) مُنذ شهرين كاملين، مما أجبر (المسلخ) أن يُقدم للناقة (الطعام والشراب)، بينما صاحبها مُختف؟!.
بعد مرور 60 يوماً قررت أمانة منطقة جازان وقف هذا النزيف، مع تزايد المخاوف من أن تكون الناقة مُصابة! بالكشف عليها مُجدداً والتأكد من خلوها من الأمراض، ومن ثم إقامة (مزاد علني) وبيعها لأعلى سعر، على اعتبار أنها من (سائبة الأنعام) لا يعرف صاحبها؟!.
بعيداً عن (القصة الدراماتيكية) والسر في اختفاء (صاحب الناقة) وأسباب الخلاف، أعجبتني جدِّية أمانة جازان بتصنيف الناقة من (سائبة الأنعام) رغم أنه يوجد لها (صاحب)، ويَعرف مكانها، وهي محجوزة في (المسلخ) بعلمه، وهناك احتمال بعودته في أي لحظة.. إلخ، ولكن قرار (البيع) كان آخر الحلول!.
ماذا لو تعاملت أمانات المناطق والمُدن ووزارة النقل مع (الجمال السائبة) على الطرقات بذات الأسلوب؟ علماً أن ضرر هذه الإبل واضح في حوادث مُمِّيتة وقاتلة؟ أتوقع أن نقضي على هذه المُشكلة خلال (شهرين)، فلو تم احتجاز هذه الحيوانات، وفرض غرامات عند استلامها، وتنظيم (مزاد علني) لبيعها، لتسابق أصحابها لضمِّها ورعايتها، على طريقة (ناقتي.. يا ناقتي، لا رباع ولا سديس) بدلاً من تركها سائحة في أرض الله، تُهدد حياة خلق الله؟!.
هذا الملف مُقلق في الكثير من الدول، والحلول تنوعت بين (الأحزمة الفسفورية)، وسياج الطرق، إلا أن حجز (الإبل السائبة) وتحرير مُخالفات بحق أصحابها، ووضع نظام زمني وآلية لبيعها في (المزاد العلني) ستكون حلولا ناجعة!.
يكفينا مُتابعة كيف ستنتهي أحداث قصة (ناقة أبو عريش) لنُقرِّر؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.