فوزية الجار الله
يحدث أحياناً، بل كثيراً أن نجد في واقع حياتنا على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي قصصاَ عجيبة تفوق الخيال يمكن لأي مخرج فنان اقتباسها لتكون عملاً سينمائياً أو تلفزيونياَ قوياً ناجحا يدر عليه أرباحا طائلة، من تلك الحكايات الواقعية، تلك الحكاية التي يمكنها أن تندرج تحت عنوان: (لغز الأرض المفقودة) وإليكم الحكاية:
ذهب وكيل مجموعة من الورثة للسؤال عن أرضهم المملوكة لأبيهم المتوفي منذ عدة سنوات في إحدى المدن الرئيسة في مملكتنا الحبيبة، حسب الصك الأصلي المصدَق بين أيديهم، بعد عدة مراجعات لفروع الأمانة التابعة للشؤون البلدية هنا وهناك، تم الحصول على إجابات متناقضة إلى حد ما لكن أكد الفرع الرئيسي في المنطقة بأنه لم يحدث إي إجراء عليها حسب ماهو موضح بالكمبيوتر، بعد التحري والبحث لجأ الوكيل إلى أحد القضاة المختصين بالشؤون القانونية للعقار وبشكل استثنائي لاختصار الوقت، أجاب القاضي:
بأن هذه الأرض الواقعة في هذا الموقع الهام من هذه المدينة تم تغيير مخططها وماحولها عدة مرات، وأنه تم تداولها بيعاً وشراء حوالي سبع مرات، أي لا أرض لكم .
كان أمراً مذهلاً ومحيراً وقد اختلف الورثة فيما طرحوه من أفكار حولها:
قال أحدهم: لابأس نطالب بإحضار أول مشتر لهذه الأرض الذي سيبطل مفعول هذا الصك الذي بأيدينا.وكما يقول المثل الشعبي (ما يضيع حق وراه مطالب).
الثاني قال: ومن نحن كي نطالب بإثبات ماذكرت؟! لافائدة سنضيع وقتنا ونبذل مجهوداً بلا جدوى، المدّ أكبر من مجهوداتنا، ثم إن هذا أمر الله .
قال الآخر: نحن أصحاب حق مفقود علينا السعي لاستعادته، لا أجد عنواناً لهذا الذي حدث سوى الفوضى كيف يتصرفون بالأرض بيعاً وشراء وتغييراً لمخططها ونحن آخر من يعلم؟ سأناضل وأقاتل معكم لمعرفة إجابة لهذه الأسئلة، كي أفهم ما الذي يحدث حولنا؟!
***
** لست من مدمني مشاهدة التلفاز، لكن لاحظت منذ سنوات بأن معظم القنوات التلفزيونية وفي مقدمتها قناتي التلفزيون السعودي وقنوات الإم بي سي، هذه القنوات أصبحت لا تقدم جديداً في الصيف وإنما تجتهد في إعادة البرامج القديمة، يكاد لا يكون هناك جديد سوى الأخبار وقد تصدرت أخبار الهجمات الإرهابية هذا الصيف ..
بالنسبة للتلفزيون السعودي، كان بنبغي له الاهتمام بالمشاهد أكثر لا أن يفترض بأن جميع أفراد الشعب من الفئات المرفهة التي تقضي إجازة الصيف بأكملها خارج البلاد، هذا إذا علمنا بأن الإجازة الصيفية هذا العام هي الأطول، حيث بلغت ثلاثة أشهر ونصف تقريباً.
** وعلى غرار البرامج المعادة أيضاً تأتي المسلسلات الطويلة المملة، حدثتني إحدى الصديقات أنها تشاهد مصادفة وبلا تخطيط، بين الفينة والأخرى مسلسلاً تركياً بعنوان «زهرة القصر» يُعرض على قناة (الإم بي سي) وأن هذا المسلسل ثقيل يصيب متابعيه بالكآبة والأسى، تقول الصديقة أن هناك فتاة في المسلسل تهرب ويتم إعادتها إلى المنزل عشرات المرات، والمسلسل يمتلئ بالأحزان والدموع إلى درجة تفوق الوصف، قلت لله الحمد أن الله شملني برحمته وكفاني متابعة مثل هذه المسلسلات منذ زمن بعيد لا السعيدة منها ولا الحزينة.