غسان محمد علوان
بدأ دوري جميل بلا مفاجآت، فالثلاث النقاط ذهبت لمن أظهر الجاهزية والاستعداد لخوض غمار الموسم.
بدأ الهلال بمستوى غير مقنع، لم يرض به عشاقه الذين منّوا أنفسهم برؤية هلال من الوزن الثقيل في إطلالته الأولى. تعددت الأسباب، فما بين غيابات للإصابة لدولييه الأربعة (الزوري، العابد، الشهراني، النجراني) ومحترفه البرازيلي المتألق إدواردو. وما بين عدم وصول البطاقات الدولية للاعبيه المحترفين الجديدين (ميليسي، الفيس)، وما بين الخطوات الأولى لمدربه الجديد الذي لا يزال يتلمسها في مشواره في دورينا. كل تلك الأسباب لم تقنع عشاق الزعيم بهذا الفوز الذي تعسر حصوله أمام القادم الجديد حديث التجربة في دوري المحترفين (الباطن).
في عرف العشاق: هم محقون. و في عرف الكرة: الأعذار مقنعة.
ولكن السبب الحقيقي في ذلك الحنق الذي ظهر به محبو الأزرق هي تلك اللا مبالاة التي صاحبت أداء بعض لاعبيه، مما أعاد لهم ذكريات الموسم المنصرم الذي حاولوا بشتى الطرق رميه خارج أسوار ذاكرتهم.
سلمان الفرج، الذي ليس ببعيد عهدٍ عن لقب أفضل لاعب سعودي أصبح مصدر قلق وتوتر لدى جماهير الهلال. لم أشاهد من قبل جمهور الهلال وبشكل يشابه الإجماع وهو يطلق صافرات الاستهجان على أحد لاعبيه كما رأيته في لقاء الباطن.
هل يعتبر سلمان أول لاعب يخطئ خلال مجريات اللقاء؟ بالطبع لا.
هل يعتبر سلمان أول لاعب يمر بحالة هبوط في المستوى؟ بالطبع لا.
والسؤال الهام يظل: هل أحس الجمهور برغبة سلمان في العودة لمستواه والحرص على تغيير تلك الصورة التي ارتبطت في مخيلة أغلب الجماهير إن لم يكن كلهم (بكونه لاعباً مستهتراً في الملعب ويرى نفسه فوق النقد)؟ بالتأكيد لا.
الجمهور يعي تماماً وقادر على التمييز بين من يحترق إرضاء للجمهور ورفعة لفريقه، وما بين من لا تحرك في رأسه شعرة واحدة حرقة الجمهور وهم يرونه يتلاعب بأعصابهم ونتائج فريقهم ببرودة أعصاب.
هذه الانطباعات عن سلمان خصوصاً وبعض رفاقه (بمستوى أقل حدة)، لم تكن وليدة لقاء واحد فقط، بل هي تراكمات مباريات عدة، ومواقف كثيرة تدعم كلامهم قبل أن تنقضه.
هناك بعض الأصوات التي تطالب بالوقوف مع سلمان، وتطلب من الجمهور مؤازرته والرفع من معنوياته. كل ذلك كلام رائع وجميل، بشرط واحد أساسي وجوهري. أن يبادر صاحب الشأن بالخطوة الأولى، إما باعتذار صادق من القلب يقلب كل ذلك الهجوم إلى دعم. أو بتغيير جذري في جدية اللاعب والاحتراق داخل الملاعب، حتى و إن لم يحالفه التوفيق فوراً، فالبتأكيد أن أي مجهود ملموس وملحوظ سيزيد من رصيد اللاعب ويسهل عليه مهمته.
أما المكابرة وعدم المبالاة وتوزيع الابتسامات أمام الأعين الغاضبة، فهي بكل بساطة رسالة واضحة المعنى بأنه لا يهتم ولا ينتظر من أحد عوناً ولا دعماً. تماماً مثل ذلك الغريق الذي تمتد له عشرات الأيدي لسحبه لبر الأمان، فيبخل على كل هؤلاء المنقذين بمد يده. فمن الملام وقتها؟!
عموماً، ففي حين اكتمال الصفوف الزرقاء، فإني ومن وجهة نظر شخصية متواضعة، لا أرى لسلمان الفرج موقعاً في خارطة الفريق الأساسية، وحتى دكة الاحتياط سيكون وجوده بها محل شك كبير.
الأمر كله بعد توفيق الله، بيد سلمان. فإما أن يميط عن عينيه تلك الغشاوة الخادعة بأنه نجمٌ لا يمس، ويعود كما عهده جمهوره (سلمان الفرح). أو يستمر تماماً كما هو، لتصبح لحظة مغادرته لأسوار النادي لحظة للفرح.
لننتظر ونرى...
خاتمة
فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزا منْ
بدا يصنعُ المعروفَ في غير شاكر
(أبو جعفر)