قلوبٌ طُمست وأبصار عُميت ومسامع غُرر بها وألسنةٌ تهجمت وأياد تجرأت على من اقترنت وصية الخالق الرازق سبحانه بهما قال تعالى {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} وأمرنا ببرهما والإحسان إليهما والعطف عليهما في مواضع كثيرة في كتابه الكريم سبحانه قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}.
فكيف لتلك الجوارح أن تروض مغصوبة بالغدر بهما والتعدي عليهما وإيذائهما..
وكل أولئك شهودٌ على أصحابها يوم لا يَنفَع مالٌ ولابنون يوم تعرضون على الجبار شديد العِقَاب.
أحداث تكررت بعقول مسلوبة وأهداف مسمومة ومدسوسة، سخرت لها أجسادٌ كلأخشاب المسندة ابتعدت عن الله فضلت وظلمت وانتهكت حرمات الدم والبر والقرابة والنفس التي حرم الله قتلها إلا بِالْحَق.
أجساد تسكنها أرواح شيطانية سلمت نفسها للظلام والهلاك والقتل والدمار بترويج أهل الباطل والضلال.كيف لنفس تجرأ على قتل من ربوها وكبروها ومن لهما الفضل عليها، وعلى أن تسفك دماء المسلمين.
آباء وأمهات يبذلون الكثير من وقتهم وجهدهم وثمرات أعمارهم في تربية أبنائهم، بدافع الحب والأمل بعد الله بأن يجدوا من يعولون عليهم عندكبرهم إذا شاب الرأس وانحنى الظهر وضعفت الأقدام وأقعدهم المرض، ولكن للأسف ليست جميع الآمال تتحقق بأن تصنع رجالاً عظماء، ليشتد ساعد الأبناء على قتل من أفنوا شبابهم وقوتهم في سبيل رعايتهم واحتضانهم، ثم كان مصيرهم الجحود والنكران بأن ينتظرهم العذاب والموت على يد فلذات أكبادهم.
فمن وراء كل هذا؟؟ من المستفيد؟؟
أبشع أنواع الغدر والعقوق الصاخبة والمؤلمة ضحيتها الآباء والأمهات والأقارب والأصدقاء ورجال الأمن، فمن المسؤول عن ذلك؟؟!!
كل شيء حدث بسلب جوارح الأبناء البريئة وتحويلها الى قنابل موقوتة لتنفجر بين الأحضان التي ضمتها والكفوف التي مسحت وطبطبت عليها والعيون التي دمعت فرحاً مستبشرة بقدومهم، وألماً على أوجاعهم، فهل من معتبر...!!
كفى وكفى يا من أنتم على شفا حفرة من الهاوية باتباع أفكار الدواعش الماكرة والمحقونة بسم التغريب والتخريب والمسربة لتخدير العقول بالتضليل والتجريم.
كفى للأحداث المشاهدة المبكية المؤلمة بسبب جهل البعد عن الدين والانضمام تحت راية الضلال الداعشي بشتى أنواعه وأحزابه.
ألم يأن أن تحيا القلوب ويعود الإبصار ويطيب السمع وتصان الألسنة وتحرر العقول من قرصنتها.
فو الله وبإذن الله لايزيدنا صنيعكم الا قوة وتماسكا ووحدة وما فعلكم الشنيع الا ضعف وباطل...
رحم الله كل أب وأم مغدور بِهِمَا على يد أبنائهم وكل أخ قُتل على يد أخيه وصديق على يد صديقه وكل رجل أمن غُدر به من غير حول لهم ولا قوة الا بالله. اللهم أهد كل ضال ومضل عن سبيلك إلى سواء السبيل واحفظ بلادنا وأمنها واستقرارها وأبنائها وبلاد المسلمين من شر الأشرار ومكر الطغاة الفجار وكيد الكائدين واجعل كيدهم في نحورهم يارب العالمين.
والحمد لله رب العالمين.