محمد البكر
عندما يحضر أكثر من 16000 متفرجٍ لمتابعة مباراة السوبر السعودي الذي أقيم في عاصمة الضباب «لندن» فهذا يعني نجاحاً كبيراً لفكرة لعب السوبر خارج المملكة. ورغم أن غالبية الحضور كانوا من السعوديين، إلا أن ذلك لم يخف الحضور الخليجي والعربي وحتى الأجنبي. كما أن ذلك يعني أن الفريقين الكبيرين يحظيان باهتمام وتقدير عشاق كرة القدم. ورغم أن النسبة الأكبر من الحضور كانوا من الهلاليين، إلا أن الأهلي كذلك حظي بتشجيع كبير من عشاقه ومحبي كرته الراقية.
إقامة السوبر السعودي خارج المملكة، لم يكن بدعة كروية، ولا خطوة متسرعة، فقد سبقنا الكثير من الدول التي باتت تفهم أن التسويق يحتاج إلى إبراز دولي كما هو مهم في التسويق المحلي. فالسوبر الإيطالي يوفنتوس وميلان سيقام في أبو ظبي، وسبق أن أقيم في بكين وشنغهاي والدوحة، وكلنا يعلم أن تلك الأندية العملاقة لم تكن بحاجة للذهاب للصين أو الإمارات أو قطر لو لم تكن نظرتهم التسويقية ثاقبة. يكفي أن تخصص صحيفة مرموقة مثل «الديلي ميل» مساحة للحديث عن هذا الحضور الكروي السعودي.
هذه الصحيفة يقرأها النخبة من الإنجليز والأوروبيين، وهذه فرصة ذهبية ليرسم شبابنا السعودي صورة ناصعة عن بلدنا وثقافتنا وروحنا التنافسية، وليمسحوا تلك الصور السوداء، التي صور فيها الإعلام الغربي شبابنا على أنهم وحوش ومتخلفين وقتلة.
صحيح أن الجرائم التي ارتكبت في أوروبا في السنة الأخيرة قام بها شباب يدعون أنهم مسلمون وبعضهم عرب، لكنهم ليسوا بسعوديين ولا حتى خليجيين، ومع ذلك فقد ربطت الآلة الإعلامية الغربية بين شبابنا السعودي بشكل خاص والخليجي بشكل عام وبين تلك الجرائم الوحشية المرفوضة من كل مسلم على وجه الأرض. ولهذا حان الوقت لتصحيح تلك المفاهيم من خلال هذه المناسبات، وعبر هذا الحضور «المتمدن»، وهو ما يشجعنا للمطالبة والتفكير بإقامة الأمسيات الثقافية والأدبية والمباريات الكروية في تلك العواصم الغربية.
بين الجحفلي والنعيمة
أعرف أنه لا مقارنة بين الإمبراطور صالح النعيمة واللاعب الشاب محمد جحفلي، لكنني قصدت الربط بينهما بعد مباراة السوبر. الجحفلي ارتكب غلطة العمر عندما أهدى الأهلاويون فرصة تسجيل هدف التعادل. وهذا يحدث حتى من كبار نجوم العالم من المدافعين، ولو ارتكب الخطأ لاعب في فريق آخر لنالت منه جماهير ذلك النادي... في الهلال تسابق الهلاليون على تهدئة الأمر والتخفيف من الضغوط التي عانى منها الجحفلي، فالجماهير دعمته والإدارة لم تعاتبه والجهاز الفني لم يناقشه بقسوة. كل ذلك يبدو جميلاً في عالم كرة القدم بشكل خاص والرياضة بشكل عام، أما الأجمل فهو تصريح الكبير صالح النعيمة عندما قال إن الخسارة هي بداية النجاح وليست النهاية، وهكذا تتم صناعة النجوم.
الأهلي شبيه مانشستر سيتي
العنوان ليس من عندي، بل من عند «الديلي ميل» التي شبهت عودة النادي الأهلي للبطولات، بعودة مانشستر سيتي لمنصات التتويج. وكان الاثنان رغم عراقتهما، بعيدين عن البطولات لسنوات طويلة، إلى أن فتحت الأبواب لكل منهما لحصد البطولات واعتلاء المنصات.
تغيرت المدارس والبطل واحد
بعد إعلان انتهاء عقد السويسري السيد غروس مع الأهلي، انتابت موجة من القلق جماهير الراقي. ولم يلمها أحد آنذاك، فهذا المدرب هو الذي قاد الكتيبة الذهبية لتحقيق بطولتين أهمهما بطولة الدوري التي كادت أن تكون عقدة من الصعب «فلها». لكن الإدارة الأهلاوية كانت قد جهزت البديل عندما تعاقدت مع أفضل مدرب في الموسم الماضي السيد «غوميز» الذي قفز بالتعاون من مجرد المشاركة إلى المنافسة مع كبار الأندية السعودية. لقد اختلفت قيادة التدريب من السويسرية إلى البرتغالية، ومع ذلك لم تتأثر القافلة الذهبية، فالنجوم هم النجوم بأدائهم وتفانيهم وإخلاصهم.
الحضور الجماهيري ونجاح MBC
كان عتبنا كبيراً على مخرج مباراة السوبر الماضي، وذلك بعد أن تفرغ للمدرجات وترك المباراة، لكننا اليوم نشيد بمخرج مباراة السوبر الذي نقل المباراة باحترافية ومهنية. والشكر والتقدير موصولين للجماهير الرائعة التي حضرت اللقاء واستمتعت بالمباراة وسط أجواء لندن، وعلى مقربة من نهر التايمز العظيم، بعيداً عن الحر والرطوبة والغبار... ولكم تحياتي.