بعد خمسة وعشرين عاماً أترجل (تقاعد مبكر) من العمل الرسمي في وزارة التعليم وأصف نفسي بالعاشق، ومن أبرز ما رصدت خبرتي العملية تسنم مهمة مشرف تربوي مقيم في مجمع الأمير سلطان في بريدة في تجربة التفوق الفريدة كمشرف عام للنشاط الطلابي خمس سنوات ومشرفا للبرامج العامة والتدريب سنتين، ثم مديراً لقسمه المتوسط ثم مديراً لثانوية النجاشي.
وتشرفت بمهام تخدم التعليم والوطن عموما من أهمها:
- ترشيحي عضواً في اللجنة الاستشارية الوزارية التي ضمت ستة من مديري المدارس على مستوى المملكة
- رئيساً للجنة الفنية لجائزة الأمير فيصل بن بندر للتميز.
- منسقاً لاختبارات جامعة الملك عبدالعزيز.
- مدير حالي لنادي مدرسة الحي (نادي مدرسة متوسطة مجمع الأمير سلطان) منذ إنشائه 1433هـ.
- منسقاً لمعرض المخترعين السعوديين الخامس.
- ممثلا لمنطقتي في محافل تعليمية كمؤتمر الجودة الأول/ منتدى التعليم/ ملتقى القيادات بجدة، فضلاً عن الترشيح لورش عمل ودورات كثيرة.
- مثلت زملائي مديري مدارس القصيم في لقاء وزير التعليم الأسبق الأمير فيصل بن عبدالله وكذلك مثلتهم في تحكيم مسودة الدليل الإجرائي لمدارس التعليم العام قبل الإصدار الأول..
- مشاركا فاعلا في تجربة برنامج تطوير المدارس من مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم في انطلاقتها.
- مديراً لنادي الرول سكيت بالمنطقة.
- منسقاً لتطبيق تجربة التفوق بمجمع الأمير سلطان ببريدة.
- منسقا للجنة صياغة الرؤية والرسالة بالمجمع.
- قدمت دراسة للدليل الإجرائي لأندية مدارس أندية الحي.
- تقديم أفكار وتصميم تجارب تعليمية وتربوية كثيرة. كاستشراف المستقبل والملتقى الإثرائي.
قدمت صورة مبسطة لسيرتي الذاتية خاصة في الخبرات العملية، لتعزيز أهمية ما سأطرحه الذي هدف لوضع خطوط رئيسية تساعد في رسم خارطة الطريق ليكون التعليم أهم أجندة رؤية السعودية 2030.
وهي تهدف لخدمة أهم وزارة في منظومة وزارات وطننا الغالي.
من منبر الجزيرة أوجه كلامي لوزير التعليم الدكتور أحمد العيسى- حفظه الله- وأقول: أولاً أسأل الله لك التوفيق والسداد.
ثانياً يا معالي الوزير أعتقد جازماً أن أول وأهم خطوة ليتحقق ما نصبو إليه وما يليق بوطننا العزيز هو إطلاق حملة الاحتفاء الكبير بهيئة تقويم التعليم ومساندة عملها لتحقيق أقصى أهدافها، والحد من معوقات التطبيق فيحرمنا كل التغيير الجميل والتأثير الراقي الذي يحدثه تقويمها، ويكون ذلك بتنمية أهدافها في نفوس كل منسوبي الوزارة من خلال الحملة وتحت شعار (هيئة تقويم التعليم منا وفينا ومعنا).
و ألخص رؤيتي بنقاط:
أولاً/ مجال الفكر
* معالي الوزير. حلمنا أن يكون الوزير القادم بعدك من رحم وزارة التعليم، اصنع ذلك لنفخر بك كثيراً، ونجد أنك مختلف عن الكثيرين ممن يحاربون المميزين ومن يرونه مؤهلاً للقيادة العليا!
* الرفع والمتابعة لجهات الاختصاص من أجل اعتماد مجلس للتعليم، يرسم السياسات العامة ولا تتغير توجهات الوزارة بفكر وزير ولا تهدم مشروعات كلفت الميزانية العامة مليارات وجهد سنوات بعدم رغبة أو بعذر البدء من جديد!
* العمل الجاد لتفعيل قرار مجلس الوزراء السابق بأحقية المدارس استثمار مبانيها، وهذا سيصنع فارقاً كبيراً في بيئة المدارس والمصنع الحقيقي لمنتج التعليم (الطالب) وتوفر الملايين.
* زيادة العناية بالأمن الفكري ومن ذلك إطلاق جائزة كبيرة تمنح بُعدا أكبر تنمي الانتماء والحس الوطني لمنسوبي التعليم (الموظف - الطالب - الأسرة) وتساعد على صد الخطر عن فكر أبنائنا ومنسوبي الوزارة عموماً وتأتي المنافسات للمؤسسات التعليمية وغيرها والأفراد موظفين ومعلمين وطلاب.
* السعي الدائم مع وزارة الخدمة المدنية لإخراج المعلم من بعض حدود واجبات الموظف الإدارية فطبيعة العمل مختلفة تماماً، وكان يقدر بعض ذلك بالكادر التعليمي والآن وزارة الصحة والمؤسسة العامة للتعليم الفني مثلاً تجاوزت ذلك بأضعاف! ومن أهم صور التغيير أيام الإجازات الاضطرارية والعادية..
* إشراك المستفيد من القرارات الوزارية بالتصويت سواء (مجتمع - ولي أمر- معلم- موظف - طالب) مع تقدير صوته.
* إشراك الوزارات الأخرى في خدمة التعليم كما تخدم الوزارة وتشارك في برامج جل الوزارات، على أن يتم تقنين ذلك ورسم تفاصيله من خلال مؤتمر وورش عمل.
* رفع مستوى التنسيق في عمل الوكالات بالوزارة، وهذه وحدها لا أريد أن أبالغ في نسبة التحسن لو ردمت هذه الفجوة، والدليل الاجرائي لمدارس التعليم العام صنع تناغما أجمل.
ثانياً/ مجال الكفاءات البشرية.
* زيادة العناية بأسلوب ترشيح وكلاء الوزارة ومن يتبعهم ومديري التعليم ومن دونهم، للحد من الاختيارات الخاطئة والتي حضرت غالباً نتاج علاقات شخصية أو تكون ذات سمة الطاعة العمياء أو رشحت دون مراعاة الصفات القيادية التي يتطلبها التعيين أو التكليف، ولذلك لابد أن يكون الترشيح من خلال معايير تعز جودة الأداء ومنها الطموح والإيجابية والرؤية المستقبلية وقوة القرار ومهارة التفويض والبعد عن الشخصنة والعاطفية التي يخنق بها المهنية بوضوح حتى سقط ضحيتها الكثير من الكفاءات البشرية والمشروعات الريادية، ولأن المكلف لم يكن قائدا حقيقياً ولم يتصف بتلك المهارات فأصبح تواجده في كرسي لا يستحقه معول هدم.
* تقديم تدريب نوعي للقيادات والمعلم، وقد علمت بالخطوة الجديدة الجميلة وأتمنى ألا يخذلها تدني نسبة متلقي التدريب أو تخفيض التكلفة.
* قائد المدرسة مجني عليه من قبل الوزارة بكثرة المهام وقلة الصلاحيات الحقيقية! وهذا مدرك بدليل وعده بمكافأة من قبل كل وزراء التعليم منذ التحقت بالوظيفة.
ثالثاً/ المشروعات والبرامج.
* اعتماد وحدة الشراكة المجتمعية في إدارات التعليم مع تأهيل الكفاءات لهذا المجال الحيوي والهام الذي يزيد قدرات مؤسسات التعليم مالياً ومعنوياً وعلمياً وكفاءات بشرية.
* تعزيز التعليم النوعي من خلال مدارس الموهوبين والمتفوقين وبرامجهما. وليت مدارس المتفوقين تنطلق بعد تحقيق النجاح الكبير في تجربة التفوق في مجمع الأمير سلطان ببريدة التي وئدت بلا مسوغ علمي.
* الاستمرار في توسيع دائرة النقل الخارجي (التغيير مؤثر لنفسية المعلم) ومن أهم البنود (النقل المؤقت) عن طرائق دفع المعلم ثمن هذا الخيار ويمكن استثمار رغبة المعلم الآخر للاغتراب خاصة القصير (فصل - شهر) بدافع زيادة تأهيله أو متابعة طبية أو نحو ذلك، وتأجيل أحقية النقل لمن أراد ليكمل مشروعة التطوعي أو الخاص في مكانه..
* مراقبة المشاريع يجب أن تمنح اهتماماً عالياً وتبعد عن المجاملة والدمدمة للاجتهادات الخاطئة والسرقات.
* معالجة كارثة أيام الاختبارات وتوابعها التي تمثل تقريباً 25% من زمن التقويم الدراسي وهي.. شهرا اختبارات (6) أسابيع بمعدل اسبوعين لثلاثة اختبارات بالإضافة إلى أسبوعي انقطاع للتجهيز. فضلاً عن اختبارات التعثر للمرحلة الثانوية.
* جعل مناط عمل إدارة الجودة الشاملة في تطبيق الجودة في إدارات التعليم ومكاتبها أولاً وبصورة حقيقية.
* العمل على إدراج أندية مدارس الحي ضمن جائزة الوزارة التميز التي خدمت التعليم وحفزت أهله.
* الحرص على تعزيز القيم وفق برامج علمية يقل فيها الاجتهاد، ولا تخضع لضعف رغبة هذا أو تدني مهارات ذاك وتكون فعالياتها وإصداراتها ذات ديمومة.
* المناهج رائعة جدا لكنها أكبر من واقع البيئات التعليمية غالباً، ولذا أتمنى تنوع مستواها حسب مستوى المدرسة والطالب،
* اعتماد مراكز التجارب التعليمية التي تحفظ الإنجازات وذرة الإبداع وتزيد الدافعية وتمنح الفعاليات والبرامج والأفكار الديمومة وتوسع دائرة المستفيدين وتنصف الجهود وتجعل الجميع يبدأ من حيث انتهى الآخرون.
* سن نظام الانتساب الجزئي (اختبارات بلا دراسة.. فصلية وأعمال فصلية. غيرها).
* تفعيل تجربة (التعليم عن بعد) مراعاة لتغير طبيعة المجتمع ومن أهم مؤشرات ذلك انخراط الأبناء في وظائف وتراجع سيطرة الأسر عليهم.
* تعزيز توجه جعل التعليم الإلكتروني إلزاميا وعلى الأقل في المرحلة الأولى لمن أراد الترشح، مع دراسة ذلك واقعياً.
* حذف كلمة التربوية من المسميات كما حذفت من مسمى الوزارة، ومن أهم صور ذلك أسماء مكاتب التعليم ومن وكالة/ إدارة الإشراف و..... إلخ) والاكتفاء بمصطلح التعليم المتوافق مع مسمى الوزارة، فلا تعليم لمن لم تكن التربوية منهجه.
* تطوير الأدلة واللوائح مثل (دليل الإشراف التربوي (التعليمي) - لائحة السلوك والمواظبة).
* إسناد مهمة الإشراف على أندية الحي لوحدة تطوير المدارس لتكون الجهة المنسقة مع مشروع الملك عبدالله واحدة، واتساق طبيعتها كتطوير مع فكر الأندية.
* تحقيق حلم دمج كل البرامج الإلكترونية في برنامج واحد. (نور- فارس- تكامل - تواصل- تكافل-........).
* رفع هيبة المعلم والمدرسة بل والوزارة بقرارات صارمة.
* تطويع درس المهارات في المرحلة الثانوية لفهم وبناء الطالب لرؤية السعودية 2030 والتعايش العملي معها.
- بريدة