عبد الله باخشوين
وهو يسلم كأس جلالته في 11-11 من عام 1387 لنادي الاتحاد الفائز بالكأس بعد تغلبه على نادي النصر بـ ((5-3)) أطلق المغفور له جلالة الملك فيصل -رحمه الله- على لاعب الاتحاد ((سعيد غراب)) لقب ((سعيد عقاب)).. وعلى حارس مرمى الاتحاد ((تركي بافرط)) لقب ((خط ماجينو)) لبراعته وبسالته في الذود عن مرماه رغم أنه لعب معظم وقت المباراة وهو مصاب.
و((العقاب)) هو طائر جارح كبير الحجم يتفوق على ((الصقر)) في كل المواصفات التي يتمتع بها.. ويهابه الصقر ويفر من أمامه ويبتعد عنه.. وهو شعار للقائد العربي الشهير ((صلاح الدين الأيوبي)) وتوجد صورته على قلعة ((صلاح الدين)) في القاهرة.. وقد قامت كثير من دول العالم بوضع صورة أو رسم له في وسط أعلامها منها علم سوريا والعراق ومصر.. وأرمينيا والنمسا وألمانيا والمكسيك.. وغيرها.
أما خط ((ماجينو)) فقد قامت فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى ببنائه على حدودها الشمالية الشرقية مع ألمانيا في منطقة الألزاس واللورين ليكون بمثابة ((حايط صد)) منيع في مواجهة أي احتمال حرب قادمة مع الألمان.. وقد استغرق بناءه من عام 1919 ولم تنته كل تجهيزاته إلا في عام 1940م.
وقبل قيام الجيش الألماني ((النازي)) باجتياح فرنسا واحتلالها.. قام جنرالات ((هتلر)) بوضع ((قوة شكلية)) أمام السد الذي يمثله ((خط ماجينو)) واتجهت قواتها عبر ما يسمى بـ((الأرض الواطية)) في غابة ((الاردين)) والأراضي الهولندية والبلجيكية واحتلت فرنسا وأكملت التفافها عبر الأراضي الفرنسية وسيطرت على كل مواقع ((الخط)) وأجبرت فرنسا على توقيع ((وثيقة الاستسلام)).
وبالعودة لكرة القدم..
قام حارس مرمى المنتخب الإيطالي الشهير ((دينازوف)) في كأس العالم عام 1982 بتصميم أول ((حائط صد)) منيع في تاريخ كرة القدم العالمية.. وذلك لمواجهة هدافين عظام احترفوا تسجيل الأهداف من الكور الثابتة التي لا تقف في وجهها ((حوائط السدود)) من أمثال مارادونا.. وزيكو.. وسقراط وغيرهم من هدافي الأرجنتين والبرازيل.
وضع ((دينازوف)) حائط صد مكون من ستة لاعبين.. كان كفيلاً بصد كل الكور الثابتة فلم يسجل البرازيليون والأرجنتينيون في مرماه أي هدف من كرة ثابتة.
على العكس من ذلك كان خط ((بارليف)) الإسرائيلي الذي تم بناءه بعد حرب حزيران 67 على الضفة الشرقية لقناة السويس بتكلفة تجاوزت الـ((500)) مليون دولار بارتفاع يصل إلى 22 متراً وانحداره 45 درجة.. وقالت إسرائيل بعد الانتهاء من تشييده ((إنه خط يستحيل عبوره)).. غير أن المهندس المصري ((باقي زكى يوسف)) استطاع أن يجعل قوات الجيش المصري تجتازه في أقل من ((ست ساعات)) بعد أن درس تجربة الفيضانات الصينية الكاسحة وعرف ما للمياه من قوة جبارة.. وعمد لاستيراد ((مواطير مياه)) ذات قوة دفع كبيرة وزودها بـ ((خراطيم)) تجذب الماء من ((القناة)) وتدفعها لنسف ((سدود التراب)) التي انهارت في وقت قياسي.
كان كل هذا يجوس في خاطري وأنا أرى ((فيلما وثائقيا)) طويلا يسجل محاولة السيطرة على أحد الفيضانات المدمرة التي اجتاحت الصين في منتصف الخمسينات.. حيث استدعى من ((الجيش)) نحو ((مليون جندي)).. طوقوا الفيضان بالسواتر والمتاريس.. وكان أجمل ما رأيته وكان مؤثراً جداً.. هو منظر الأهالي أطفالاً ورجالاً ونساء.. وهم يعانقون الجنود بحرارة يودعونهم بعد إكمال مهمتهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. ضاربين بذلك مثلاً رائعاً لوحدة شعب ووطن.