د.عبدالعزيز الجار الله
وجدت جامعة الإمام محمد بن سعود نفسها محاصرة، فالموقع الذي كان يعتقد أنه الأفضل عند الإنشاء أصبح مربعاً صغيراً بالنسبة للمساحات التي خصصت لجامعة الملك سعود التي تكاد تطبق تماماً على الركن الشمالي الغربي من نصف مدينة الرياض الشمالي، وجامعة الأميرة نورة التي تملكت الطرف الشمالي الشرقي بموازاة مطار الملك خالد وبمساحات شبه مفتوحة باتجاه الشمال والغرب.
جامعة الإمام محمد بن سعود وصلت إلى حقيقة أنها محاصرة بفعل مساحة صغيرة ومحاطة بطرق رئيسة لا تنفع معها حلول التوسع إلا إذا تنازلت جامعة الأميرة نورة عن بعض من مساحتها البيضاء، وتخلت عن ركن من أركانها التي ستبقى بيضاء لسنوات طويلة، ولدينا نماذج عديدة بقيت أراضي قطاعات ووزارات لأكثر من نصف قرن دون الاستفادة منها بل إن أسوارها أصبحت حاجزا أمام توسع المدن وكلفت الأحياء السكنية وأجهزة الدولة اعباء تمديد الخدمات، ولم تسمح حتى في امتداد أي طريق عبر أراضيها ليختصر المسافات، ولدينا في مدينة الرياض طريقان محوريان هما طريق أنس بن مالك ينتهي شرقا بالقرب من أراضي جامعة نورة ومحطة القطار، الذي كان من المفترض أن يمر عبر أراضي جامعة نورة الجنوبية ويستمر شرقا ليكون الناقل شرق - غرب لينتهي بطريق الملك خالد غرباً، والثاني طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز مخرج (9) غرباً حيث توقفه بوابة جامعة الملك سعود الغربية تمنعه من الاتصال بطريق الملك خالد.
إذن جامعة الإمام لا تستطيع التوسع بسبب صغر المساحة الواقعة بين طرق محورية كبيرة من الشمال طريق الثمامة، من الجنوب طريق الأمير سعود بن محمد، ومن الشرق طريق الدائري الشرقي - طريق المطار -، من الغرب طريق عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومتوسط أعداد طلابها (150) ألف طالب وطالبة.
إذن كيف تفكر جامعة الإمام وهي التي رسمت خططها الدراسية مسارات علمية رئيسة:
المسار الشرعي.
المسار الصحي المدينة الطبية.
مسار العلوم الطبية التطبيقية.
مسار العلوم التطبيقية الحاسب والهندسة والعلوم والرياضيات.
المسار الإنساني بكل فروعه الإداري والتربية والآداب.
فالمساحة غير كافية بعد إنشاء مدينة الملك عبدالله للطالبات التي قرر لمدينة الطالبات لوحدها في المستقبل القريب استيعاب (100) ألف طالبة وعضوات هيئة التدريس.