موسكو - سعيد طانيوس:
بدأ مئات آلاف اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا خلال الأشهر الثمانية عشرة الأخيرة كأنهم واقعون بين مطرقة اليمين المتطرف الذي يثير الكراهية ضدهم ويدعو لطردهم إلى أصقاع نائية بحجة أنهم قد يصبحون إرهابيين محتملين, وبين مطرقة الأصوليين الساعين لتجنيدهم حتى في مراكز إيوائهم البائسة من أجل استغلالهم في شن عمليات إرهابية في القارة العجوز.
فقد أعلنت هيئة الاستخبارات الألمانية أن المتطرفين الأصوليين يحاولون تجنيد المهاجرين الجدد للانضمام إلى صفوفهم، حسبما نقلته وكالة «تاس» الروسية، امس الأحد 14 أغسطس/آب.
وقال هانز- يورغ مآسن، مدير هيئة الاستخبارات الألمانية: «نعلم حتى الآن بـ 340 محاولة لتجنيد مهاجرين، وعلى الأرجح أن عدد الحالات المماثلة أكثر»، معرباً عن قلق السلطات من أن تجنيد المهاجرين الجدد يجري في المراكز المخصصة لإيوائهم.
وذكر المسؤول الألماني أن الأجهزة الأمنية لفتت أنظار إدارات مراكز لإيواء اللاجئين إلى وجود تلك المشكلة، لكي تحيطها هذه الإدارات علماً في حال معرفتها بحدوث حالات تجنيد.
وفي المقابل, أعلنت فراوكه بيتري، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، إن على برلين إرسال المهاجرين الذين يتم رفض طلبات لجوئهم والمهاجرين غير الشرعيين إلى جزر خارج أوروبا.
وأضافت زعيمة الحزب الذي يمثل اليمين المتطرف، أنه يجب تحويل مكتب اللاجئين إلى مكتب للتهجير.
وأدلت زعيمة الحزب فراوكه بيتري بهذه التصريحات في مقابلة مع صحيفة بيلد، نشرت السبت.
وصرحت فراوكه بيتري، قائلة: «سيتم نقل المهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء الذين يتم رفض طلباتهم إلى جزيرتين خارج أوروبا تحت حماية الأمم المتحدة»، إلا أنها لم تحدد الجزيرتين اللتين قصدتهما.
واقترحت بيتري تحويل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إلى مكتب للتهجير إلى خارج البلاد، بما يضمن مغادرة كل المهاجرين غير الشرعيين لألمانيا بأسرع ما يمكن.