من أصعب الأوقات التي يمر بها الإنسان حين يموت ضميره، وحين يموت يسهْل كل شيء أمامه، لكن الضمير لا يموت لكنه يتبلد أو تصيبه غشاوة أو يقف حائراً بين مفترق الطرق. ترى أين يقع الضمير في جسم الإنسان؟ وهل الضمير شيء ملموس ومحسوس.
هناك مفاهيم في حياتنا ليس لها تفسير والضمير لا يعرف مكانه لكنه استعدادٌ نفسي لإِدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحسن واستقباح القبيح منه، إنه غرس مفاهيم القيم والتقاليد الاجتماعية في السلوك. الإنسان الذي يستيقظ ضميره وتعود إليه الحياة لا بد أن يعيد الأمور إلى نصابها. وصندوق إبراء الذمة هو الطريق الصحيح السوي الذي يؤدي إلى الراحة. ترى من هي الفئة المستهدفة في الصندوق؟ هناك فئات وليس فئة واحدة وهي موظفو الدولة الحاصل منهم تقصير في الدوام أو في أوقات العمل أو في الانتدابات أو العمل خارج الدوام وغير ذلك، أي إنسان يريد إبراء ذمته تجاه المال العام عن أموال أخذها بغير وجه حق، أي إنسان يريد تقديم أموال على سبيل الوقف أو الهبة، أي إنسان يريد تقديم أوقاف عينية يعود ريعها إلى حساب إبراء الذمة.
تُرَى كم هي المبالغ التي تم إيداعها في حساب إبراء الذمة؟ بلغت إيداعاته (316.478.002) ريال، منذ إنشاء الحساب عام 2006م وحتى نهاية شهر مايو 2016. هذه المبالغ تم ايداعها عبر (44092) عملية إيداع. أما في عام 2016 ميلادية استقبل الحساب وحتى نهاية شهر مايو من نفس العام (12.985.267) ريالاً بعدد عمليات بلغت (2470) عملية وجميع هذه العمليات سرية وهي في حالة تزايد دليل على يقظة الضمائر التي تخاف الله وعودة الضمير إلى مساره الصحيح. هذه المبالغ كيف تصرف أم إنها تحول إلى حساب وزارة المالية، جميع المبالغ يتم إعادة صرفها بالكامل على برنامج القروض الاجتماعية لذوي الدخل المحدود (زواج، أسرة، ترميم)، فيما يتم إعادة تدوير تلك المبالغ لعدد كبير من المتقدمين للقروض أنها تنفق في صالح المواطن المحتاج من مواطن آخر استيقظ ضميره، وهناك من أودع مبلغ 20 مليون ريال حين استيقظ ضميره، إن الوازع الديني هو المحفز الأكبر لهذا التجاوب الكبير، إضافة إلى ثقة المواطنين بالأهداف السامية لبنك التسليف ورسالته النبيلة والتي منها تقديم قروض بدون فوائد للمنشآت الصغيرة والناشئة ولأصحاب الحرف والمهن من المواطنين تشجيعًا لهم على مزاولة الأعمال بأنفسهم ولحسابهم الخاص كذاك تقديم قروض اجتماعية بدون فوائد لذوي الدخول المحدودة من المواطنين. لمساعدتهم في التغلب على صعوباتهم المالية كذلك القيام بدور المنسق المكمل لرعاية قطاع المنشآت الصغيرة والناشئة. إن برامج البنك السعودي للتسليف والادخار برامج تصب في مصلحة المواطن ومنها: الرعاية والقروض الاجتماعية ومسارات. لعلي هنا أشير إلى جزء من كلمة المدير العام للبنك الدكتور عبدالله بن عبد الرحمن النملة حين كتب في كلمته: (ونحن في البنك السعودي للتسليف والادخار جزء لا يتجزأ من تلك البيئة، لذا فإننا حريصون على تحقيق رؤية وتطلعات قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين فيما يتعلق ببناء وتنمية المواطن السعودي وملامسة احتياجاته على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي).
وفي الختام، أحث جميع الفئات المستهدفة في إبراء ذمتهم خصوصاً موظفي الدولة الحاصل منهم تقصير مهما كان هذا التقصير أن يريحوا ضمائرهم ويستيقظوا الوازع الديني الذي في داخلهم، أقتبس (في داخل كل منّا محكمة عادلة تبقى أحكامها يقظة في نفوسنا، هي الضمير).