في عيد فطر هذا العام بادر أهالي حي الياسمين في مدينة الرياض مجدداً لإقامة فعالية للأطفال تسمى (حوامة العيد).
ورغم بساطة هذه الفعالية إلا أنها تميزت بروعة التنظيم، وحسن الاستعداد، ونالت استحسان جميع من شاهدها من خلال مختلف التغطيات الإعلامية التي صاحبتها.
أكاد أجزم لو قامت بها كبرى شركات تنظيم الاحتفالات لما استطاعت تقديمها بهذه الصورة الجميلة والبسيطة، دون تكلف، حيث شارك بها جميع سكان الحي، وفرح بها الصغار قبل الكبار.
»وتجدر الإشارة إلى أن الحوامة» تعد من فعاليات الأعياد القديمة في نجد، وفكرتها أن يقوم أطفال كل حي بالمرور على البيوت ومعايدتهم بأناشيد ودعوات مميزة، كما أن أصحاب تلك البيوت يقومون بوضع العيديات من حلويات وأطعمة أمام بيوتهم.
وإن وجود هذه الفعالية واستنساخ هذه الفكرة لتطبيقها في باقي الأحياء مطلب ضروري ومهم في هذا الوقت، لإحياء التراث الشعبي في الجيل الحالي، على أن يكون ذلك بالتنسيق مع إمام الجامع أو عمدة الحي وكبار ساكني الحي.
ولا شك أن مثل هذه الفعاليات تعود بالنفع على سكان الحي لعدة عوامل أهمها تعزيز الروابط الاجتماعية التي يقوى بها المجتمع، وإضافة الابتسامة والبهجة لدى نفوس أبنائنا، وغرس مفهوم المشاركة والتطوع لأعمال الخير ومحبة الجار اقتداء بوصية نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حيث روي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) وهذه دلالة بيّنة لأهمية الجار.
حقيقة هذه الفعالية أعادت إلينا شيئاً مما فقدناه في أعيادنا، أسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يعيده علينا نحن والأمة الإسلامية بخير وكل عام وأنتم ومن تحبون بخير.