قوة الإنسان الحقيقية لم تكن يوما قوة الضرب ولا الصراخ ولا العنف ولا سب العلن!... وإنما هي قوة محمدية نستمدها من عشق محمدي ينبض داخل المضغة العجيبة...
فلنركيف اصطنع الله تعالى محمداً لنفسه بتلك البنية النفسية التي توارثها من بعده من اختار المحمدية ونبذ التشيطن... ولنضع عنا مسألة ماء الحكمة التي غسل بها الصدر الكريم... فكلنا محمد في صورة خلق كريم...
يأذن الله سبحانه وتعالى بالضر في بعض الأحيان للعبد... فيخيل للشخص الفاعل أن ما حدث من أذى إنما هو صنيعه ويشعر بالفخر بقهر المفعول به... وإذا تمعن جيدا وجد انه ليس إلا أداة وصل لفعل أذن به الله لحكمة معينة لشخص معين من يوم خلق الله الأرض ومن عليها... إذا فأصل الضر.. بالنسبة للطبيعة البشرية فقيرة البيان والتبيين... هو من عند الله تعالى مباشرة لعبده الممتحن وما الوسيط الا جامع آثام غير واع بماهية الأشياء... ولكن لا ضر يصيب العبد من رب العباد... بل هي أفعال ارتدادية تتنتج من صنيع العبد نفسه لنفسه وإن تشكل تكوينها...
وبعد... هنا يا عبد الله ... رد فعلك لا يجب أن يكون تجاه الوسيط وإنما تجاه الفاعل وهو الخالق تعالى... لذلك أنزل الله ملائكة كراما ورسلا بصحف مطهرة وصحابة للرسل وتابعين وأديانا وسبع سماوات طباقا ومئة وأربع عشرة سورة مفصلة وشرائع ومناهج وعلما وفكرا واجتهادات وقواعد... فلماذا نتنكر للأحداث ونستغرب أفعال الناس!
إذا فاستنكار العبد المؤمن ماهو الا حالة اختيارية بجهل مقنن ... مقصوده شد انتباه العبد للأشخاص من حوله... وما التأزم المبالغ فيه الا ردات فعل نفسية حسب بنية الشخص السيكولوجية.
قال تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ }... صدق الله العظيم...
والذين يرابون في الأفعال أيضا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس... لذلك نجد الذي يتخبط بالأفعال والأقوال والتبريرات والنقاشات والهياج والعصبية والشتائم والغضب المشتعل كما جحيم الآخرة، إنما هو مس شيطاني اصله ربا الفعل...
تبينت قليلا في نفسية الظالم من خلال احتكاكي بالعديد منهم عن قرب... وأدركت أنهم طرائق قددا... فوجدته منطق بسيط أقره الواجد صراحة وهي اتباع خطوات الشيطان الذي يزين لهم ماهم فاعلوه ويخول أولياءه...
فصنيعة إبليس وأعوانه بسيطة وهي فقط إرشادك إلى الطريق المنحرف. وليس وضعك في بدايته فكيد الشيطان كان (ضعيفا)... ويقوم الظالم بعدها بمتابعة المشوار بعزف منفرد وتقييمات مختلفة....
فنجد المرابي يتصدق... والزانية تتعفف... والسارق خَير... والدجالون يعتمرون ويحجون ويصلون الأرحام.... الأرحام نفسها التي أرسلو إليها مردة فسقة بسحر عظيم...
وغيره من الأفعال التي يهرعون إليها بكل الصدق والعقيدة... كنت أظن كل فاعل شر يعلم تمام العلم أنه كذلك ولكن تخويل الشيطان لهم يضغط على نقاط الوعي بداخلهم... فتختلط الأمور لديهم... فيصبح الشخص منهم في ذمة إبليس الملعون...
نسأل الله السلامة...
نسأل الله الرضا...
نسأل الله السعادة...
ونحمد الله على وجوده السرمدي...