من الواضح أنه بالأخلاق الكريمة وأعمال الخير المجيدة وتحقيق الوفاء للوطن وتنمية روح الإيجابية والمبادرات الخيرة تحيا النفوس وتصلح المجتمعات وعلى المرء دائماً أن يكون قدوة حسنة وأسوة فاضلة ومثلاً يحتذى في الأخلاق والشهامة والمروءة والنبل والوفاء والإحسان والإسهام في تحقيق قيم كريمة تساعد في بناء الإنسان بناء سليماً وفي كل ما يهدف إلى الإصلاح، ولقد أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الاهتمام بذلك والحفاظ عليه.. لقد خلق الله عز وجل الفطرة البشرية وأودع فيها حب الخير والاستجابة للحق والرغبة به وتحقيق الخلق القرآني والتأكيد على الضوابط الخلقية، ومن هنا إذا دُعيت هذه الفطرة إلى القيام بالخير والإحسان استجابت ووجدت في ذلك سرورها وحققت بذلك نواحي الخير في حياتها ومجتمعها ولذا ينبغي تنمية روح الخير والأعمال الإنسانية والمسارعة إلى مبادرات الخير وهي صور شتى ووسائل متعددة فمن ذلك التعاون والمحبة والبذل والعطاء والجود.. فالإحسان يرفع صاحبه إلى مكانة عالية بين الناس وهو من الفضائل التي ينبغي أن نعتني بها ونحرص عليها وأشد الحرص.
ومن ذلك أيضاً إسداء المعروف وعمل الخير والصدقة والعفو عن المسيء والإصلاح بين المتخاصمين وزيارة المريض وبناء دور الخير والمشروعات والأعمال النافعة والمدارس والمستشفيات والمساجد وإلى كل شيء نافع وعمل منتج وغير ذلك من الأمثلة المتعددة والصور الكثيرة.. لهذا حث الدين على أهمية ذلك ودعا الأمة إلى التسابق في هذا الميدان فقد قال تعالى {وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فواجبات الخير والإحسان عديدة وينبغي تكوين الفكر الإسلامي المنهجي لدى الأفراد وتشجيع وتنمية روح الخير وتقوية النفوس نحوه إذ بوسائل الخير تحيا النفوس وتصلح المجتمعات ومن شأن ذلك أن تزكوا النفوس وتثمر الأخلاق الفاضلة وبمقدار محافظة الأمم على تلك القيم والمثل يكون فلاحها وثباتها وسعادتها وبعكس ذلك يكون اهتزازها وانحرافها وضعفها.
ولهذا فصلاح الأمة في محافظتها على واجباتها وأخلاقها وتعاطفها والإحساس بالأسرة التي تربط بيننا جميعاً.
إن للإحسان وأعمال الخير منافذ كثيرة ومنابع متعددة ووراء كل عمل من أعمال الخير فضيلة وأجر وثواب فليكن ذلك هو هدفنا وغايتنا وأن تتحرك نفوسنا بالخير فنمد أيدينا بالعطاء في صور وأشكال شتى شكراً لله على ما أنعم به علينا.