لا أدري بالفعل ماذا أكتب أو أعبر عمّا يجول بخاطري، ليت شعري يستطيع أن يعبر عمّا يكنه، ليت قلمي يستطيع أن يكتب عن وطني وما نحس به تجاه وطن الحب وطن الأمن والأمان، لكن أسأل عنك يا وطني؛ فأنت عشقي وعشق الكثير.
حقيقة نحس بها بأن الله قد منَّ علينا في بلادنا المملكة العربية السعودية بنعم عظيمة، وآلاء جسيمة، أولاها وأكبرها نعمة الإسلام التي هي خير لباس، فبلادنا هي بلاد الإسلام، ومهوى أفئدة المسلمين، ووجهة قبلتهم، ومحط أنظار العالم، بلد التوحيد والسنة، كانت وما زالت - ولله الحمد والفضل والمنّة - قائمة على الأصلين العظيمين: كتاب الله وسنّة رسوله - تهوى آلية أفئدة كثيرة من جميع البلدان في الحج والعمرة والأيام المباركة التي عشناها في رمضان قدمت مملكتنا الحبيبة كل الوسائل التي ساعدت المعتمرين على أداء عمرتهم بكل راحة وطمأنينة مشاهد جميلة من أبناء هذا الوطن الغالي في مساعده زوار بيت الله الحرام ولا يخفى على الجميع تلك التوسعة للحرم الشريف الذي أذهل الكثير فلله درك يا مملكة الخير، وهذا ليس بغريب على ملوك بلادنا فقد اهتم ملوكنا منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- بخدمة الحرمين والقيام على رعايتها وتوسعتها، إِذ بدأها الملك عبدالعزيز عام 1344هـ (1925م) بتوطين مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة. وبدأت مشروعات التوسعة السعودية للحرمين الشريفين بعد تأسيس المملكة مباشرة، ففي عام 1354هـ (1935م) أمر الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- بعمل ترميمات وتحسينات شاملة بالمسجد الحرام. وفي عام 1368هـ (1948م) أعلن عن عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف، بعد أن ضاق على المصلين، فأضاف إليه مساحة إضافية لتزداد مساحته الكلية.
ثم تواصلت جهود ملوك هذه البلاد الطاهرة في العناية بالحرمين الشريفين، فأضيفت للحرم المكي ساحة أخرى في عهد الملك سعود، وكانت تلك عمارة عظيمة لم يشهد الحرم المكي مثلها من قبل. وفي عهد الملك فيصل -رحمه الله-، أضيفت التوسعة الجديدة، كما أضيفت توسعة أخرى في عهد الملك خالد -رحمه الله- وعهد الملك فهد والملك عبدالله رحمهما الله ولم تدخر المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه- جهدًا إلا بذلته في سبيل تذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين. ولم تتوان المملكة يومًا من الأيام عن تسخير كل إمكاناتها وطاقاتها البشرية والمادية من أجل تسيير أعمال الحج والعمرة وخدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كل حدب وصوب، وإن مشروعات التطوير والتوسعات التي لم تتوقف طيلة العقود الماضية رغبة في تيسير أعمال الحج والعمرة وسلاسة أداء المناسك وحماية للمعتمرين وسلامتهم لخير شاهد ودليل، فمن يقصد المملكة سيلحظ كل عام تجديدًا وتميزًا في الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين والزوار، فالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية لراحة وخدمة ضيوف الرحمن تشهد تطورًا كبيرًا عامًا بعد عام، مما سهل على المعتمرين أداء عمرتهم بيسر وسهولة وفي جو إيماني روحاني مبهر وكذلك أريد أن أوضح جهود رجال الأمن في الحرم وتقديمهم المساعدات لكل المعتمرين حيث التعامل والأسلوب الراقي واللين حيث لا يتوانون عن أداء واجبهم الوطني والديني الكبير. ونحن نفتخر بهم وبما يقدمونه. فلهم منا الدعاء جهود تبذلها مملكتنا من أجل التسهيل والراحة لزوار بيت الله الحرام فلله درك يا مملكتنا على هذا الشرف العظيم إلا وهو خدمة الحرمين الشريفين حق لنا أن نفتخر ونعتز بك يا مملكتنا ويا ملوكنا فنقول أنتم بقلوبنا وفي أعيننا وكل ذلك من أجل الوطن واختم مقالي بدعوة بأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين وحسد الحاسدين وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ويديم عليه خدمة الحرمين أكررها نعم كل ذلك من أجل الوطن فجميل أن تتجلى جميع صفات المواطنة الصالحة في الأجيال وهي الانتماء إلى الوطن، والولاء له، والاعتزاز به وبما يقدمه في سبيل إعزاز الإسلام وخدمة الحرمين الشريفين والإسهام في بنائه وتقدمه ونحن نقول أنت يا مملكتنا تاج على رؤوسنا، وأنت الهوى المتغلغل في أعماق أفئدتنا، فليس في القلب والفؤاد شيء إلا حبهذه الأرض الطاهرة، نعم الوطن هو أجمل قَصِيدَةُ شِعِرٍ فِي دِيوَانِ الكَوَنِ. وأكرر دائمًا (دمت يا وطني شامخًا).