حميد بن عوض العنزي
** أجهزة السياحة التي أنشأتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في معظم مناطق المملكة لا يزال دورها كما يبدو ضعيفا في تعزيز السياحة في تلك المناطق لا من حيث الفعاليات ولا من حيث تطوير واقع بيئة العمل السياحي وخصوصاً في مجال الفعاليات والمهرجانات، إنشاء هذه الأجهزة بهدف دعم وتوحيد كلِّ ما يسهم في استثمار المزايا السياحية لكل منطقة على الوجه الأمثل، وأن يكون لها دور رئيس ومؤثر بل وتنظيمي أيضا لأنه جهاز مدعوم بشكل كامل من إمارات المناطق، وعليه أن يقود العمل السياحي في المواسم على الأقل في البدايات، ومن ثم تتولى قطاعات الأعمال المهمة.
** على سبيل المثال في مدينة الرياض ليس هناك عمل سياحي يضاهي حجم المدينة كأهم مركز للتسوق والترفيه مع أن كثيراً من العوامل المساعدة باتت أكثر توافراً من قبل، لكن أين هي جهود جهاز السياحة في الرياض لاستغلال موسم التسوق بالترفيه في الصيف؟ وفي الرياض تحديداً نعرف مدى اهتمام وحرص صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر على وجود فعاليات سياحية تليق بالرياض التي تزخر بكل المقومات التي يمكن أن تخلق عملاً سياحياً كبيراً، وأعني هنا الجانب التسويقي والترفيهي فسياحة اليوم لم تعد مرتبطة بالمناخ ودرجات الحرارة، إنما بالتسوق والترفيه ولنا في بعض دول الخليج خير دليل على ذلك.
** الرياض اليوم فيها العشرات من كبريات مراكز التسوق وهناك أعداد أخرى في طريق الإنشاء وبعضها باستثمارات ضخمة تفوق العشرة مليارات، مما يعني أننا مقبلون على رافد كبير للسياحية التسوقية، وهذا يحتاج أيضا إلى تعزيزه ببرامج متنوعة تسهم في تكامل متطلبات الرياض كوجهة تسوق ليست محلية فقط وإنما إقليمية ودولية، والقطاع الخاص تقدم كثيراً في هذا الجانب، ويبقى دور القطاع الحكومي ممثلا بجهاز السياحة بالرياض بأن يكون له تحرك وعمل يتواكب مع هذا التوسع ويليق كذلك بمكانة الرياض من خلال عمل احترافي غير تقليدي، يحقق تطلعات سمو أميرها وسكانها وزوارها في هذا الجانب الاقتصادي المهم جدا، ويبقى السؤال: هل لدينا جهاز أو منظومة قادرة على الانتقال بالرياض إلى المكانة السياحية والتسويقية والترفيهية التي تليق بها؟