أقول عنها إنها اليوم أصبحت « ويكيبيديا» الفكر الثقافي السعودي وهذه الصفة بلا شك تتجاوز الرمزية المعنوية إلى حقيقة حيّة ماثلة في طبيعة المنجز والتأثير سواء على مستوى الواقعة الثقافية أو الذاكرة الثقافية أو ترسيم محاكاة العالم الافتراضي من خلال ما يسمى «سكنِد لايف» وهو الترسيم الذي تعتبر المجلة الثقافية الرائدة في مجاله على مستوى الصفحات الثقافية في الصحف السعودية، وأقول لها لقد استطاعت في زمن «الشتات الثقافي» أن تصبح بحق «هيئة للثقافة والمثقفين».
أما ماذا سأقول لها؟
سأقول إن الثقافية استطاعت أن تكسر حاجز التحدي في زمن مادي همّش الثقافة، وهذا التحدي بلا شك يقف أمامه وخلفه ويدعمه «أسد الصحافة السعودية» السيد «خالد المالك» فلولا إيمانه «بقيمة الثقافة كمشعل تنويري تتجاوز قالب الخبر ما استطاعت الثقافية أن ترى النور وأن تظل صامدة فالأعمال العظيمة ليست مجرد أفكار عظيمة إنما هي رجال عظماء يملكون قرار وإرادة وصناعة العمل العظيم، أما الدكتور إبراهيم التركي فهو المبدع الذي يُجيد سحر صناعة الكيان الثقافي الذي نراه اليوم مجسدا في المجلة الثقافية».
أقول للثقافية وللقائمين عليها بدءا من السيد خالد المالك والدكتور إبراهيم التركي، إن الوقت قد حان لتتوسع الثقافية أفقيا لتتجاوز جذب الفكر الثقافي إلى صناعة الفكر الثقافي في السعودية من خلال تأسيس «ملتقى ثقافي باسمها وبرعايتها» أو تأسيس «جائزة ثقافية باسمها ورعايتها» تضمن للثقافية ديمومة ريادتها في صناعة الفكر الثقافي السعودي، فالقادم من الثقافية يجب أن ينطلق من فكرة كيف تستطيع الثقافية أن تساهم في صناعة مستقبل الفكر الثقافي السعودي لا جذبه فقط، وهو ما يحتاج منها تأسيس وثيقة فكرية خاصة بها تنطلق من رؤية 2030.
- سهام القحطاني