سمحت لنفسي أن تستمتع بدهشتها الخاصة والذاتية، وذلك حين هاتفتني خلود العيدان لتوقظ حب الاندهاش وكأن الاندهاش مهنة لي وتطلعا مستمرا أقع في رغبته وأفرح به. قالت خلود إن المجلة الثقافية في جريدة الجزيرة ستبلغ عيدها الخمسمئة عدد، وهنا ابتدأ الخيال يمارس لعبته معي، ورأيت لحظة قراري الشروع في التوريقات قبل فترة واخترت الجزيرة الثقافية لتكون عشا لتوريقاتي تطير منه وتحط فيه، وكتبت توريقاتي أسبوعا بعد أسبوع، وأنا استمتع بامتحاني لنفسي في أن أكون تلميذا نجيبا لخطاب ثقافة الصورة وثقافة التغريدة حيت تعبر عن نفسك بمئة وأربعين حرفا، ولو زدت حرفا واحدا تحول لون الحرف الزائد إلى اللون الأحمر كإشارة لك تلزمك بالوقوف القانوني بحسب قانون اللغة والمجاز وثقافة المرحلة، وهنا تآلفت مع الجريدة وأسبوعياتها بمقالة مضغوطة سميتها توريقة محاكاة للتغريدة في وضع خط أحمر يرتب الذهن على القول المختصر والدقيق والمكبسل (من كبسولة)، ومع هذه التخيلات أحسست بمعنى أن تجد نفسك في قلب الحفل المجازي ببلوغ المجلة خمسمائة عدد، وهذا يدخلك في نظام رقمي مختلف، حيث تحسب حسابك بعدد صادرات المجلة وأسبوعياتها المتصلة في الخبرة مع الكلمة في حال استقبال أسبوعي يبلغ معك الخمسمئة، وأنت في غفلة عن العد إلى أن يفاجئك الرقم في مكالمة هاتفية تدخلك في دهشتك الخاصة، شكرا للمجلة الثقافية ولمنحتها الاندهاشية، وإلى مزيد من المتعة والمفاجآت والاندهاش.
- د. عبد الله الغذامي