سمر المقرن
يوافق يوم الجمعة المقبل 19 أغسطس اليوم العالمي للعمل الإنساني، وتضع الأمم المتحدة عنواناً له هذا العام هو: «إنسانية واحدة» بهدف دعوة العالم أجمع ليكون أكثر تلاحماً وتعاطفاً مع المحتاجين.
عندما أفكر بالعمل الإنساني على النطاق المحلي، أشعر بوجود أزمة حقيقية في بعثرة الأعمال الفردية، أتحدث هنا على النطاق الفردي وليس المؤسساتي الأكثر تنظيماً إلا أن جهوده تظل محدودة، ويفتقد إلى البرامج التوعوية التي تجعل الأفراد أكثر تنظيماً ووعياً بهذه الأعمال. وأذكر هنا القصة الشهيرة للطفلة (سارة إبراهيم) مريضة السرطان التي ظهرت في تويتر لاستعطاف الناس وجني الملايين وتبيّن فيما بعد أنها عملية نصب كبيرة، اتضح من خلالها أن المجتمع يعاني من نقص الوعي العاطفي، وأن المجتمع مؤهل لاستغلال عاطفته وإنسانيته بشكل كبير، وهذا الخلل بحاجة إلى دراسات وبحوث وحلول تخرج من متخصصين من خلال وضع خطوات وبرامج محدودة بنطاق زمني ومكاني لمعالجة الوعي العاطفي. كما أن استغلال عاطفة الناس في عمليات التسوّل مع أن الغالبية أصبح يدرك أن المتسوّلين ما هم سوى عصابات تعمل على استدرار عاطفة الناس، مع ذلك تجد هذه العصابات سوق رائجة، ولو لم يجدوا التجاوب لما وجدناهم بهذه الكثرة في الشوارع والأسواق وعند إشارات المرور!
ما حدث أيضاً الأسبوع الفائت، مع المرأة المحتسبة التي قامت بقص أسلاك السماعات لتمنع كما تزعم منكر الغناء وإن كان بدون موسيقى لكنه يبقى منكراً من وجهة نظرها، هذه المرأة قامت بعمل كان من المهم أن تُحاسب عليه وتخضع للمحاكمة لأنها أتلفت ممتلكات عامة، وأفسدت مناسبة تكلفّت عليها الجهات المُنظّمة، مع ذلك وجدت التشجيع من بعض الأشخاص بدفع تبرعات مالية لها وصلت إلى ما يزيد عن 200 ألف ريال، وهذا يؤكّد ما ذكرته عن إشكالية نقص الوعي العاطفي، بالإضافة إلى جهل -بعضهم - بالقوانين واعتبار هذا العمل التخريبي بطولة، ودفع الأموال لهذه البطولة الوهمية هو تشجيع غيرها على إفساد المناسبات وإتلاف الممتلكات العامة، وهذا كله يعود إلى نقص الوعي العاطفي!
ما أود قوله، هو أن مثل هذه الأيام والمناسبات العالمية من المهم أن تكون جزءاً من ثقافتنا، وتحظى بالاهتمام اللازم من قِبل مؤسسات المجتمع المدني وخصوصاً الجمعيات الخيرية، مع وضع أهداف تنظر إلى العمل الإنساني من زوايا أبعد من قصة أو حدث تستدر عاطفة الناس وتلتهم جيوبهم!