موضي الزهراني
وانتهت قضية «أطفال خيبر» الذين قضوا سنوات تحت قسوة الأم وإهمال التدخل القوي من الأب وأسرته لإنقاذهم كمثل باقي قضايا العنف ضد الأطفال التي مرت علينا كثيراً! وبالرغم من التحقيق مع مصدر الأذى «الأم» إلا أنه تم خروجها بكفالة وهذا مما يزيد الأمر سوءاً تجاه آلية محاكمة ومحاسبة المقربين المُعنفين لأطفالهم خاصة «الأبوين»! فالواجب الإنساني والشرعي بأنها لا تنتهي عند هذا الحد أبداً، وذلك حماية لمصير الكثير من الأطفال لدينا، خاصة الأطفال الذين يعانون من قلق الانفصال والتفكك الأسري ويعيشون في مناطق بعيدة عن المراكز الرئيسية للتدخل الأمني العاجل، أو الاجتماعي أو الطبي الدقيق!
«فأطفال خيبر» ضحية أسرة تعاني من التفكك الأسري، والدخل المحدود، وعجز الأب، والكثافة في عدد الأطفال مقارنة بالمستوى المادي والصحي لراعي الأسرة!وضحية لأم لا نعلم عن ظروفها الصحية والنفسية والعقلية بعد إنجاب 14 طفلاً! وما هو مآلها وقدرتها على تربية ورعاية أسرة بهذا الحجم؟! وما هي استطاعتها المادية لتلبية احتياجاتهم بعد مرض الأب وعجزه عن التدخل القوي لحمايتهم، وابتعاده وتركهم لوحدهم تحت سلطتها ورعايتها التي تدل الشواهد بأنها رعاية غير إنسانية لأنها تسببت في حرمانهم من تلبية احتياجاتهم الضرورية للعيش بكرامة! فالتفكيرالمادي المريض الذي قاد الأم إلى تجويع أطفالها بهذه الطريقة البشعة لا تدل على أنها تحمل أي مشاعر طبيعية للأمومة! ولا تدل على أنها تملك الوعي الطبيعي لكي ترعى أطفالها بالطرق السليمة التي تحافظ على طفولتهم وبراءتهم! ولا تشير إلى أنها تملك أي حسّ إنساني يدفعها لطلب التدخل من الجهات الاجتماعية لمساعدتها في رعايتهم وتأهيلهم للحياة الطبيعية، بدلاً من حبسهم في السطح وتجويعهم وذلك للفوز بإعانة الضمان التي لا تستحق منها تعذيب أطفالها بهذه الطريقة الوحشية! بل تدل وتؤكد على أنها تعاني من اضطرابات خطرة في الشخصية دفعت بها لتصرفات ضد نفسها وضد أطفالها في غياب كامل من الأقارب للتدخل العاجل لإيقافها لحماية الأطفال منذ بدايات الخطر الواقع عليهم وتحويلها للمصحة النفسية لعلاجها. فهذه القضية الخطرة تجاه أطفال أبرياء عانوا من تصرفات مريضة من أقرب الناس لهم، ليست إلا مؤشراً قوياً يدل على أن تحركنا تجاه قضية حماية الأطفال لا تكفيه أنظمة وأحكام شرعية فقط لكي نطالب بتطبيقها بعدما تقع الفأس في الرأس! بل لا بد أن التحرك يكون من الخطوات الأولى لحماية الأطفال وأن يكون ذلك في المراحل الوقائية قبل أن تتطور حالاتهم السيئة مطالبة التدخل الذي غالباً يأتي في مراحله الأخيرة، ثم العلاج الذي قد يأتي بثماره الإيجابية وقد لا يأتي بذلك لسنوات طويلة! وتظل ترسبات الإساءة كامنة بداخلهم ثم تنهض وبقوة على جيل الأحفاد وندخل مرة أخرى في دائرة لا تنتهي من العنف الموجه ضد الأطفال!