* أنا إنسانة عانيت في حياتي كثيرا فقد ولدت يتيمة ولدي إصابة أثرت على قدمي وقد تزوجت من شخص لئيم ما وجدت منه إلا الأذى والألم والحرمان وقد أنجبت ابنين ورغم هذا فقد واصلت دراستي وقد أنهيت الآن الماجستير وأفكر الآن جديا بالانفصال بعد سنوات الحرمان مع زوجي ولكنه يهددني بأبنائي وأنه سوف يطالب بحضانتهم وأنا في هم لايعلمه الله وأخشى أن وجودي معه يؤثر على دراستي كذلك وأخشى على مستقبلي فبماذا تنصحني؟
* الرد:
من مبادئ (الدراما) أن الكاتب إذا سار بالقصة إلى قمة (التعقيد) بعد سلسة من الأحداث المؤلمة والمشاهد المحزنة فالقاعدة هنا تلزم الكاتب بتغيير وجهة القصة وتوجيه البوصلة إلى أفق الانفراج والحل , وإذا ما خالف الكاتب هذا المبدأ وأضاف أزمات جديدة وفواجع أخرى اُعتبر ذلك خللا في كفاءته لكونه أضعف من حبكة القصة! وقد أطلق النقاد على هذه القمم الطارئة من الهموم مصطلح (عكس الاتجاه) لأنه ذهب في اتجاه التصعيد والتأزم والتعقيد بدلا من الاتجاه نحو اتجاه الانفراج وحل العقدة! وهذا المبدأ ( الدرامي) مستوحى من قوانين الحياة ونواميس الكون فالليل إذا ما ادلهم بسط الفجر أجنحته عليه وبعثر سواده وكذلك أوقات العسر ولحظات الشدة فالعادة أنها إذا تتابعت ووصلت إلى ذروتها هوى الفرج علينا وتراقص أمامنا كأطياف السحر، يقول عز من قائل: (أليس الصبح بقريب) وفي الحديث عند الترمذي: (أفضل العبادة انتظار الفرج)! و تقول العرب: (إذا اشتد الحبل انقطع) والمعنى إذا تأزمت الأمور، فانتظر فرجاً ومخرجاً
ويقول الشاعر:
وكم يسر أتى من بعد عسر
وفرج لوعة القلب الشدي
وكم هم تُساء به صباحاً
فتعقبه المسرة بالعشي
إذا ضاقت بك الأسباب يوماً
فثق بالواحد الأحد العلي
لذا أيتها الفاضلة ثقي برب لايخذل من عرفه في أوقات الرخاء أنه سينصره ويشد من أزره ويسدده،وبالنسبة لقرار الطلاق فالعاقل هو من يجتهد في حساب الخسائر والمكاسب, وعلى أثر النتيجة الختامية يتخذ قراره، فإذا كانت مكاسبك أكبر ويستحق الانفصال أن تضحي بالابتعاد عن أولادك فأقدمي، وإن كان الأمر ممكن الاحتمال ولا يستعصي عليك تحمله فاصبري وحاولي أن تبحثي عن طرق أخرى ووسائل جديدة تروضين فيها هذا الزوج ومن تلك الطرق تقليل المواجهات معه في سبيل استمرار الحياة وعدم تشتت الأسرة وهذا في نظري أصوب وفقك الله ورعاك.