ميسون أبو بكر
أمريكا التي تعد مزيجاً من أجناس مختلفة من البشر، هاجروا إليها من بلدان العالم المختلفة ليشكلوا الولايات المتحدة بكل أطيافها البشرية وألوانهم وأديانهم، بالإضافة للسكان الأصليين (الهنود الحمر الذين لم ينقرضوا)، شكلوا دولة واحدة هي أمريكا، وشعباً واحدا هو الشعب الأمريكي البسيط الطيب المنهمك في حياته اليومية والضرائب العالية التي تتعدى الأربعين بالمئة. والقضية الكبرى التي يعاني منها معظم الأمريكيين وهي التأمين الصحي والهومليس الموجودون بكثرة في الشوارع دون منازل.
تنقلت بين ولايات عدة قبل أن أغادر أمريكا إلى كندا، فتعجبت أننا في الوطن العربي أكثر متابعة للانتخابات في أمريكا من الشعب الأمريكي نفسه، الذي لا يهتم لامر الانتخابات ولا للمرشحين عدا قلة قليلة.
لعل من القصص الطريفة قصة المتسول المعدم الذي هدد بانتخابه لترامب في حالة لم يحصل على دولار مما يدلل على سوء هذا المنتخب في نظر الكثيرين ويضع ألف علامة استفهام؛ كيف لأمريكا العظيمة أن يمر بين مرشحيها إلى مراحل متقدمة رجل يعتلي المنابر ليعلن العداء للمسلمين ويمثل أنموذجاً للعنصرية ونجد من يصفق له وينتخبه ويطرب لجدوله الانتخابي كذلك.
انتظاري لتغليف هديتي في أحد المولات جعلني أتجاذب أطراف الحديث مع البائعة الأمريكية التي بدا عليها الاستياء من الاتفاق الأمريكي الإيراني والتي لم أتأخر عن إخبارها عن الجرائم الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة وعن دورها في أحداث 11/ سبتمبر والتي كُشف مؤخراً عن ضلوع إيران فيها، ورغم حذري الشديد إلا أنني وجدت اندفاعاً من السيدة للحديث عن هذا الموضوع، وقد سردت لي بعض القصص عن أمريكيين من أصول إيرانية تحدثوا إليها عن ممارسة بلادهم لقمعهم وتخلف الحياة وتبدد أموال الشعب إلى مشاريع الدولة الإرهابية في المنطقة والمفاعل النووي.
الشعب الأمريكي الذي يقابلك بالابتسامة ويبادر بالتحية لا يكترث للفائز بالانتخابات الرئاسية، لأن حمله الثقيل لن يتغير رغم وعود الناخبين وتقديمهم لأجندات تبيع الأمل وتغرر بهم.
البائعة في السوبر ماركت أو على الأصح (cvs) وهو مكان يبيع الأدوية ومستحضرات التجميل وبعض مواد البقالة أيضاً والتي ابتسمت لي رغم عملها الطويل لم تعرف أي اللونين الأحمر أم الأزرق هو من يمثل المترشحة للرئاسة هيلاري كلنتون التي أردت أن اشتري القبعة التي تمثل حزبها لأرتديها كتشجيع لها حيث تشكل أفضل المرشحين في الساحة والتي تستحق أمريكا أفضل منهم.
كنت ممتنة للمرأة التي أخبرتني أنها تتوق لزيارة المملكة بعد أن رأت صحراءها وجبالها وشمسها تلتحفها آخر مساحة في الأفق عبر صور فوتوغرافية التقطها عمها الذي كان موظفاً في أرامكو قبل أن يعود إلى هيوستن محملاً بذاكرة المكان.
لعل قرارات مجلس الوزراء والتي أقرت بفرض رسوم جديدة للتأشيرات تبشر بمرحلة جديدة لفتح باب السياحة في المملكة والتي تستحق أن تكون متحفاً كبيراً مفتوحاً يسر الناظرين لما فيها من تنوع الأماكن الأثرية والتاريخية التي يتوق لها السائح الأجنبي الذي عرف عنه حبه لزيارة الأماكن التاريخية والجبال،
سأكون فخورة يوماً ما أن لبيت دعوة من يتوق لزيارة المملكة وقضاء أيام بين ربوعها التي تتنوع بين سهل وساحل وجبل وصحراء تحكي ألف حكاية وحكاية.
لن أنسى أن أخبركم أنني عبر رحلتي بين أمريكا وكندا كانت (أوبر) سيارات الأجرة هي رفيقة دربي في كثير من المشاوير حيث تتميز بأسعارها المنافسة وسرعة وصول السيارة التي تتراوح بين خمس دقائق وعشر على أكثر تقدير وتوفرها، وأخبرتني الصديقات أنها كذلك بالنسبة لهن في المملكة، وهي الشركة التي أعلنت المملكة عن الاستثمار بها بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي.