إعداد - عمار العمار:
تنطلق مساء اليوم الخميس منافسات دوري الدرجة الأولى في موسمه الـ 40، وهو الدوري الأطول والأكثر إثارة ونديةً وإرهاقاً وتقارباً في المستويات..
30 جولة هي عمر الدوري وهي المهر الذي ستقدمه الفرق بحثاً عن الصعود لدوري الأضواء وسط تنافس مثير وكما جرت العادة، سيتنافس خلال الدوري 16 هي أندية (العروبة، الشعلة، النهضة، الفيحاء، الجيل، الوطني، الطائي، الحزم، أحد، النجوم، ضمك، العدالة، وج، القيصومة ).
وسنلقي نظرة على تفاصيل دوري الدرجة الأولى أبطاله منذ انطلاقته عام 1397-1398هـ وحتى الموسم الماضي 1435-1436 .
متى بدأ دوري الأولى؟
مع بداية التصنيف الجديد للبطولات ودخول بطولة الدوري الممتاز دخل دوري الدرجة الأولى على الخط وهو نتاج الدورة التصنيفية التي أقيمت في العام 1395 وحققها فريق النصر، وانطلق دوري الأولى بداية من العام 1397 بعد التصنيف الذي اعتمده الاتحاد السعودي عام 1397هـ بمشاركة 8 فرق وهي (النهضة، الاتفاق، أحد، الخليج، الكفاح (حراء حالياً)، الربيع، الأنصار، عكاظ) .
واستطاع فريق النهضة أن يكون أول فريق يحقق لقب بطولة الدرجة الأولى عندما خطف بطولة الدوري أمام غريمة التقليدي الاتفاق وصعدا سوياً إلى الدوري الممتاز ورافقهما فريق أحد بعد قرار زيادة فرق الدوري الممتاز إلى 10 فرق بدلاً من 8 فرق.
هجر يتقدّم سجل الأبطال وأحد الأكثر صعوداً
بأربعة ألقاب يقف الفريق الهجراوي على رأس أبطال مسابقة الدوري فمن خلال المنافسة على الصعود تنوّع الأبطال مما يؤكّد حجم التنافس وصعوبة التنبؤ والتكهن بهوية البطل وهذا ما أنتج لنا 22 بطلاً للدوري الذي سيدخل هذا العام موسمه رقم 40، ويأتي خمسة أندية خلف هجر بثلاثة ألقاب وهي أندية النهضة وأحد والوحدة والطائي والقادسية ثم فرق النجمة والرياض والرائد بلقبين .
ويعتبر فريق أحد الأكثر صعوداً للأضواء، حيث صعد للدوري الممتاز 8 مرات، فيما يعتبر فريق الباطن آخر الأسماء التي صعدت من دوري الأولى بعد القرار الشهير بتهبيط المجزل للدرجة الثانية.
قرارات الزيادة ترفع العدد إلى 16 فريقاً
بدأ الدوري بثمانية فرق ووصل الآن إلى الضعف 16 فريقاً مما يؤكد أن قرارات الزيادة قد صبت لصالح الدوري وإثارته ونديته، فالدوري مر على أربعة قرارات للزيادة، فتمت الأولى عام 1398، فيما كانت الزيادة الثانية عام 1422 واستفاد منها فريقا الحزم والعروبة، أما قرار الزيادة الثالث فكان عام 1424و استفاد منها الفيصلي والنجمة . ويأتي قرار الزيادة الرابع الأكبر في تاريخ الدوري بعد نهاية موسم 1430-1431هـ واستفاد منه كل من الرياض وأحد من فرق الأولى والربيع والعروبة من فرق الثانية بعدما تم رفع عدد الأندية إلى 16 فريقا .
مباريات فاصلة ودورة ثلاثية لتحديد الهابطين والصاعدين
من أكثر ما يميز دوري الدرجة الأولى تقارب المستويات وقوة المنافسة على الصعود أو الهروب من الهبوط، فحضرت المباريات الفاصلة في دوري الأولى لأكثر من مرة.
فعلى مستوى الصعود أقيمت مباراة فاصلة واحدة من أجل الصعود بين فريقي الأنصار وهجر عام 1416 واستطاع الأنصار الفوز ومرافقة الوحدة للأضواء، فيما أقيمت في العام 1433 بطولة ثلاثية لتحديد الصاعد الثاني وصعد من خلالها فريق النهضة على حساب الرياض والخليج .
أما الهبوط فقد شهد 3 مباريات على النحو التالي:
الأولى عام 1418هـ وجمعت الجبلين ونجران وأقيمت في الرياض واستطاع الفريق النجراني الفوز بركلات الترجيح والبقاء لموسم آخر في الدرجة الأولى .
الثانية عام 1420هـ وجمعت التعاون ونجران وأقيمت بنظام الذهاب والإياب ففاز نجران في الذهاب 3-1 بينما كسب التعاون مباراة الإياب بنفس النتيجة 3-1 ليحتكم الفريقان للضربات الترجيحية ويفوز التعاون 5-4 ليغادر نجران إلى الدرجة الثانية .
الثالثة جمعت الحمادة والفيصلي عام 1424هـ وأقيمت بنظام الذهاب والإياب ففاز الحمادة في المباراة الأولى 1-0 وتعادل الفريقان في الإياب 1-1 وبذلك هبط الفيصلي للدرجة الثانية ولكنه تقدم باحتجاج على لاعب الحمادة ناصر شراحيلي وتقام مباراة فاصلة أخيرة أقيمت في الرياض حقق الحمادة فيما الفوز بركلات الترجيح ليهبط الفيصلي رسمياً للثانية قبل أن يبقى بقرار الزيادة في العام نفسه .
وفي العام الماضي تم إقرار نظام مباراة الملحق فتقابل الرائد (الثاني عشر بدوري جميل) مع الباطن (ثالث الأولى) في مباراتي ذهاب وإياب واستطاع الرائد البقاء في دوري جميل قبل أن يلحق به الباطن على خلفية القرارات الأخيرة .
أندية الدمام خطفت الأولوية وأندية القصيم الأكثر صعوداً
الأندية المتنافسة والتي تلعب في مدينة واحدة كان لها نصيب من الصعود سوياً فجاءت الأولوية لفرق مدينة الدمام من أول موسم عام 1397هـ بعد صعود النهضة والاتفاق وتلاهما فرق الأحساء هجر والروضة وذلك عام 1408هـ ومن ثم جاءت فرق عنيزة بصعود النجمة والعربي عام 1410هـ وأخيراً صعود قطبي المدينة المنورة أحد والأنصار عام 1424هـ فيما كانت فرق منطقة القصيم الأكثر معانقة للصعود لدوري الأضواء بصعود خمسة فرق فجاء الصعود الأول لمنطقة القصيم على يد نادي الرائد عام 1406 ومن ثم فريقا النجمة والعربي عام 1410 وتلاهما التعاون عام 1417 فالحزم عام 1425 .
عودة الاحتراف ومواليد السعودية يشعلان الدوري
تم تطبيق نظام الاحتراف للاعب الأجنبي منذ العام 1413 واستمر لمدة 12 موسماً قبل إلغائه عام 1424 وساهم وجود الأجانب في رفع مستوى الأداء وحدة التنافس، وكان الأكثر تألقاً بين المحترفين لاعب الرائد البرازيلي جوما ولاعب التعاون الدولي الزامبي تشنجو ولاعب الجبلين والرائد السابق السنغالي علي مال ولاعب سدوس السابق محمد منجا ولاعبا الطائي السابقين ماما دوصو وكذلك قائد منتخب البحرين الحالي سيد محمود جلال الذي احترف في الفتح، وقد ألغي نظام الاحتراف للاعب الأجنبي بالدرجة الأولى عام 1424هـ قبل أن يعود في الموسم الماضي بنظام جديد بعودة المحترف الأجنبي بالسماح للأندية بالتعاقد مع لاعب أجنبي مع الاستفادة من اللاعبين المواليد بعدد لاعبين لكل فريق، وساهمت الخطوة الأخيرة في رفع مستوى الأداء وظهر عدة لاعبين مواليد مميزين في كافة الفرق.
مقتطفات من دوري أندية الدرجة الأولى
- الصعود لدوري الكبار هو مطمع كل فرق دوري الأولى، وشهدت منافسات الدوري حتى الآن صعود 29 فريقاً للدوري الممتاز فكان أول الفرق صعوداً هو النهضة فيما كان فريق الباطن آخر فريق يصعد لدوري الأضواء والشهرة.
- يتميز الفريق الفتحاوي وحيداً حتى الآن بالبقاء بين الكبار منذ صعوده وعدم هبوطه لدوري الأولى مرة أخرى حتى الآن، فيما سبق للفريق الكبير الشباب أن تعرض للهبوط لدوري الأولى عام 1398 ثم الصعود وعدم العودة مرة أخرى عندما حقق لقب الدوري 1399 .
- منذ صعوده لأول مرة عام 1398 لم يسبق للفريق التعاوني أن هبط من دوري الأولى فكان الفريق الوحيد الذي لم يذق طعم الهبوط لدوري الثانية أو المناطق، ويعتبر هو الأكثر مشاركة في دوري الأولى عندما لعب 28 دورياً (عدا الدوري المشترك) ولقب بشيخ أندية الأولى، ويلعب في دوري جميل منذ موسم 1430 ويقدم أروع المستويات، كما جاء الفريق التعاوني كأكثر الفرق احتلالاً للمركز الثالث والمنافسة على الصعود حين احتل المركز الثالث 10 مرات .
- فريق هجر خطف الأولوية والرقم القياسي في تحقيق أكبر عدد من النقاط حين جمع 63 نقطة كأعلى رصيد نقطي يسجله فريق في الدرجة الأولى موسم 1431 ليكسر الرقم المسجل باسم الفيصلي بـ 58 نقطة .
- أكثر المباريات تميزاً طوال تاريخ الدوري كانت مباراة المطر الشهيرة التي جمعت الرائد والتعاون عام 1406هـ وهي التي تحدد الصاعد الثاني بجانب الأنصار، وكان التعادل يكفي التعاون ليصعد إلا أن الرائد الذي يلزمه الفوز استطاع الفوز 2-0 في مباراة استمتع بها الحضور الجماهيري الكبير الذي غطى مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز .
- كما كانت هناك فرق كبيرة تذوّقت حلاوة الفوز والصعود فقد كانت أيضاً هناك فرق ذاقت مرارة الهبوط المرير بهبوطها لدوري الدرجة الثانية وأبعد من ذلك ففرق الرائد وأحد والنهضة والفيحاء والجبلين والكوكب فرق تألقت في دوري الدرجة الأولى ولكنها ذاقت مرارة الهبوط وغادرت لدوري الدرجة الثانية وبعضها عاد للأولى والبعض الآخر صعد للممتاز، وكذلك الحال بالنسبة لفرق الروضة والعربي والأنصار والنجمة وسدوس التي عانقت دوري الأضواء يوماً ما وتألقت بدوري الأولى قبل أن تعود لدوري المناطق والثانية.