خالد الربيعان
الهدف من السوبر هو تسويق «منتج اسمه الكرة السعودية» وهذا معناه أن يحضر المواطن الإنجليزي المباراة ويذهب بعدها بيته منبهراً بالأداء وبعادات وفولكلور الشعب السعودي فيتكلم عنها لكل من يعرف ويحكي لأصدقائه عن تجربته: فننتشر! أما الأهلي والهلال فلم يساعدا على ذلك في لندن! وخرجت المباراة تكتيكية بحتة وتوقفت كثيراً بسبب الفاولات، وانتهت بضربات الجزاء!
أن تنقل المباراة قناة واحدة إنجليزية على الأقل! وهذا ما لم يحدث! ولا قناة بريطانية نقلت السوبر! أما المواطن الإنجليزي فكيف يحضر مباراة تذكرتها 35 جنيهاً استرلينياً؟! بينما قبلها بيوم كانت مباراة ليستر سيتي ومانشستر يونايتد في بطولة الدرع الخيرية بـ 25 جنيهاً فقط!!
أن تتكلم عن السوبر قبل إقامته صحيفة واحدة حتى من آلاف الجرائد والمجلات في إنجلترا! وهو ما لم يحدث! ولا خبر واحد! إذن هناك تقصير وضعف شديد في التسويق الرياضي من الناحية الإعلامية! أما الأمور التنظيمية فهي جيدة والدليل عدد الرعاة الذي تضاعف ليكون 19 راعياً، وإيرادات السوبر التي قدرت بـ 17 مليون ريال وهو رقم ممتاز، والحضور الجماهيري الذي تضاعف ليصبح 16 ألف مشجع كما ذكرت الديلي ميل بعد المباراة هو رقم رائع أيضاً!
- الإخراج التليفزيوني كان أكثر من عادي! وهو أمر هام جداً وخطير لأنه يمكن أن يجعل المباراة أحلى في نظر المشاهد ولو كانت ضعيفة فنياً! أما أن تكون فقيرة فنية وإخراجها أيضاً عادي لا يوجد به إبهار؟! شاهدوا ملخص المباراة مرة أخرى وقارنوها بسوبر الأهلي والزمالك في الإمارات التي كانت من حيث الإخراج كأنها نهائي دوري الأبطال!
السوبر المصري أصبح من أنجح تجارب السوبر في العالم! وسوق بالفعل لمنتج الكرة المصرية! حضر 24 ألف مشجع في استاد هزاع بن زايد وكانت الأجواء خرافية هناك لدرجة أن جريدة الاتحاد الإماراتية خرجت بعد المباراة بعنوان قال: «بعد المشهد المصري في «السوبر».. أين دورنا من الحضور الجماهيري؟!»
كما أن البث التليفزيوني أذيع على القنوات الإماراتية وأيضاً المصرية! لتكون التجربة مفيدة جداً من الناحية التسويقية وهي الآن ستتكرر على استاد محمد بن زايد بعد شهر واحد! وأيضاً ليتم تفعيل بروتوكول بين الاتحادين لتستضيف القاهرة بدورها السوبر الإماراتي سبتمبر القادم كأول سوبر يتم لعبه خارج الإمارات!
- السوبر الإيطالي أيضاً في قطر نفس الشيء! مبدأياً إيطاليا سوقت لكرتها منذ عام 93 عند ما أقامت السوبر في أمريكا! وتكرر التجربة كل مرة في بلد أجنبي لتسوق لنفسها أكثر وتنتشر! بل إن سوبر عام 2002 أقيم في طرابلس بليبيا! مثله مثل السوبر الفرنسي الذي يقام خارج فرنسا منذ 7 سنوات! واستضافته أمريكا وتونس والمغرب.. حتى دولة الجابون في إفريقيا!
لتسويق السوبر الإيطالي بقطر حدث إن تم إنشاء «القرية الإيطالية» بقطر! التي احتوت على أماكن لبيع منتجات فريقي السوبر «يوفنتوس ونابولي» واحتوت على منطقة للجماهير ومنشآت ترفيهية وأكثر من 20 موقعاً لبيع المنتجات والأكلات الإيطالية حتى شعرت الجماهير أنها في قلب روما!
بمعنى أصح أن السوبر بين بطلي الدولة هو مناسبة لتسويق منتج هو «رياضة الدولة» وهو مناسبة لا تقام إلا كل عام، لذلك تستغلها الاتحادات القومية وتقدم فيها أفكاراً مبتكرة وربما مجنونة وتبذل كل ما في وسعها و»بإتقان» لتقدم أفضل صورة لكرة بلدها!
- في النهاية إشادة واجبة بالنادي الأهلي السعودي الذي باركنا له ثلاث مرات على ثلاث بطولات في ثلاثة شهور! وبنجمه عمر السومة، وبنجم الهلال القادم ومفاجأة السوبر عبد الملك الخيبري، والجمهور السعودي الراقي بالمدرجات!