في كل عام في مواسم الأفراح يأبى القلم إلا أن يتطرق لمواضيع متجددة كل ما بدأت الإجازة بل في كل وقت وحتى في الأتراح أصبحنا نشاهدها وهي الإسراف في الأطعمة، ولن نتخلص من هذه الإشكالية طالما لم يكن لدى الجميع واعظ وخاصة من يقومون بتلك الحفلات الباذخة قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (31) سورة الأعراف. وقال الإمام البخاري- رحمه الله- في كتابه الجامع الصحيح: قال بن عباس رضي الله عنهما: (كُلْ ما شئت، والْبس ما شئت، ما أَخْطَأَتْكَ اثنتان: سَرفٌ ومَخيلةٌ). وقد جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (كلوا واشربوا والبسوا وتصدَّقوا، من غير مخيلة ولا سرف؛ فإن الله جل وعلا يحب أن يرى نعمته على عبده). الشريعة لا تقر الإسراف وتحرمه لتمنع التصورات الخاطئة والتوجُّهات المبنية على الأهواء، والتي تضر بالمجتمعات المسلمة، وهناك أسس ترتب وتنظم معاش الناس وتكفل للأيتام والمساكين والفقراء رزقهم، وإذا ترك الحبل على الغارب وأسرف الناس كثر الفقراء واختلت الموازين وقد تجد من يموت جوعا ونقصت المعيشة قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (41) سورة الروم، ظاهرة الإسراف تنتشر هذه الأيام بشكل كبير في الأفراح بعمل كميات كبيرة من الطعام ولا يأكل الناس منه إلا القليل، ثم يذهب معظم ذلك الطعام إلى صناديق الزبالة والعياذ بالله، هذه الحفلات التي ظاهرها الوجاهة، وباطنها تعسير على الناس، يعاني منها المجتمع؛ فهناك ديون وغلاء مهور تسببت في إشكالية عزوف الشباب عن الزواج وعنوسة الفتيات ومشاكل أسرية كثيرة لها أول وليس لها آخر، الإسراف والبذخ في الأفراح عادة غير محمودة يجب أن تتخذ إجراءات قانونية للحد منها خاصة على قصور الأفراح والاستراحات، وكذلك توعية المجتمع للتيسير على الشباب في المهور وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه من القول والعمل وبالله التوفيق.
- وادي الفرع