«الجزيرة» - الثقافية:
قال رئيس مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله الحيدري: تواجه أحياناً المؤسسات العلمية أو الثقافية نقداً عندما تعتزم تأبين شخصية ما لها أثرها وتأثيرها، ويقال حينها في مداخلات أو نقاشات تتلو هذا العمل: أين أنتم عنه عندما كان حياً ولماذا لم تكرّموه كي يسمع رأي الآخرين فيه؟ وهذا التساؤل على وجاهته يغفل جهلاً أو عمداً أو نتيجة انفعال تاريخ هذه الجهة أو تلك، ولا أظن أنه يعرف كل منجزاتها وما عملت، والتكريم أو التأبين هما صورتان من صور الاحتفاء، وليس هو الوحيد في هذا السياق، وإذ نترحم على فقيدنا وزميلنا وصديقنا الدكتور محمد بن سليمان القويفلي الذي عرف بعلاقاته الطيبة الممتازة مع زملائه وتلاميذه وكل من تعامل معه.
وأضاف الحيدري، خلال حديثه عن الراحل الدكتور محمد بن سليمان القويفلي - عضو مجلس إدارة النادي سابقاً - قائلاً: إنني أجدها فرصة لإلقاء الضوء حول جهود النادي في مجال التكريم والتأبين، ومنذ أُسّس النادي وهو يعمل وفق هذين المسارين، ويغتنم كل فرصة مواتية ويكرم ويؤبّن، ففي مجال التكريم: جعل له أكثر من مناسبة في السنة، ومنها: تكريم المؤلفين المتميزين في جائزة كتاب العام، وتكريم ناقد على هامش ملتقى النقد الأدبي، وتكريم جميع رؤساء النادي السابقين، وتكريم من خدم اللغة العربية في اليوم العالمي للغة العربية، وتكريم أديب على هامش فعاليات المعرض الخيري في رمضان. من جانب آخر، استعرض الدكتور فهد اللحيدان - أحد أقارب الفقيد - سيرة القويفلي ذاكراً نشأته بمدينة الطائف مبيناً بأن عائلته من محافظة المذنب بالقصيم، وأوضح بأنه درس المرحلة الابتدائية بالطائف ثم التحق بدار التوحيد في المرحلتين: المتوسطة والثانوية، مبيناً بأنه كان يشير دائماً إلى سعادته لنشأته بالطائف حيث البيئة الجميلة وبساطة الحياة في ذلك الوقت وتنوع الثقافات وسهولة الحصول على الكتب والمجلات؛ لأنه كان مهتماً بقراءة الكتب المتنوعة مبكراً وكذلك كان شغوفاً بمتابعة المجلات الثقافية والعامة في ذلك الوقت مما ساهم في تكون شخصيته الأدبية مبكراً، حيث انتقل إلى الرياض والتحق بجامعة الملك سعود عام 1394هـ، وابتعث في عام 1398هـ إلى الولايات المتحدة للماجستير والدكتوراه. أما عن الحياة العملية للفقيد، قال اللحيدان: عُيّن بعدها أستاذاً مساعداً في قسم اللغة العربية بالجامعة ليدرّس الأدب والنقد، إذ كان يتميز بالجدية في العمل الأكاديمي والدقة في البحث وكذلك التنظيم في العمل الإداري، حيث شارك في تحرير مجلة جامعة الملك سعود (الآداب) وكُلّف بالعمل وكيلاً لكلية الآداب للشؤون الأكاديمية فمستشاراً لعمادة الدراسات العليا للعلوم الإنسانية وعضواً في لجنة الدراسات العليا في الكلية التي كان من أعمالها النظر في خطط الرسائل العلمية التي ترد من أقسام كلية الآداب، ثم تقاعد مبكراً من جامعة الملك سعود والتحق بالمركز الوطني للقياس والتقويم في بداياته عام 1427هـ وكان يشغل مديراً لإدارة الاختبارات العلمية بالمركز.
وعن الراحل القويفلي استعرض الدكتور صالح بن معيض الغامدي أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك سعود، معرفته بالفقيد منذ أول لقاء به وكان يحدثه عن أمريكا وجوانب الحياة فيها وطبيعة الدراسة وكانت معلومات وافية لأي طالب يرغب في الابتعاث، موضحاً مرافقته كثيراً وخصوصاً في المجال العملي مبيناً بأن الراحل يمتلك خامة كبيرة من العلم والتميز وخصوصاً في الأدب العربي الحديث وفي القصة القصيرة، وكانت له جهود كبيرة في تطوير المناهج الخاصة، مستعرضاً علاقة القويفلي مع زملائه وطلابه التي كانت قوية مبيناً بأن المحاضرة لدى القويفلي مفيدة وممتعة مع الطلاب وقد ذكروا ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الغامدي: الراحل كانت له روح إنسانية عالية ولا أتذكر يوماً بأن رأيته يتخاصم أو يدخل في جدال ولكن يتجه إلى النقد البناء الهادف، متطرقاً الغامدي إلى الجوانب العلمية للراحل، التي وصفها بأنه من أبرز المتخصصين في السرديات وبالتحديد في القصة القصيرة، ومع أن لديه الكثير والكثير ولكنه لا يحب الظهور إطلاقاً، ومن الجوانب العلمية عمله في الترجمة وعمله في بعض الدراسات منها تاريخ الأدب العربي الحديث.