عبدالواحد المشيقح
لا غرابة أن يُقدم الكبيران الهلال والأهلي هذا المُستوى الكبير في كأس السوبر.. وأن يُقدما طوال شوطين كاملين مُباراة عامرة بالجد والكفاح والجُهد والروح العالية مقروناً بمستوى فني راقٍ رغم أنها في بداية الموسم لكنهما أثبتا أنهما سيُكرران تفوقهما الذي كانا عليه بالموسم الفائت بأنهما الأبرز كروياً، والبوادر تُشير إلى مُحافظتهما على مواقعهما دون مُنافس من أحد على بطولات الموسم الجديد..!
الفريقان لم يبخلا علينا في تقديم أمسية جميلة ساهمت في إظهار النهائي بالمستوى اللائق به، ويأتي فوز الأهلي بالكأس ليس لأنه كان أفضل من مُنافسه؛ فالهلال قدم نفسه بشكل مُلفت وسيطر كثيراً على مُجريات اللعب، ولم يُوفق لاعبوه في ترجمة الفرص الكثيرة؛ لذا كانت ضربات الترجيح هي الفيصل في تحديد البطل..!
ورغم أن ركلات الترجيح خارج اللعب إلا أن هذا الأمر لا يُلغي أحقية الأهلي بالكأس ولن تسلبه بطولته فالحقيقة تقول إن الأهلي هو بطل السوبر وأنه فريق له هيبته وصحيح الأساس ويلعب بثقة الفريق البطل القادر على المُواجهة والكسب، وهذا الأمر الذي جعل من الأهلي لا يهتز حينما سجل الهلال هدف التقدم..!
نهنئ الأهلي بكأسه ونهنئه بفريقه وبهدافه الكبير السومة ونهنئه بحارسه المسيليم الذي لعب الدور الأبرز في حصول فريقه على الكأس وهو استمرار لدوره الكبير في حصول الفريق على بطولتي الموسم الماضي، فهو يستحق التهنئة وأقول للهلاليين إن فريقكم قدم أداء راقياً وكان اللاعبون نجوماً كباراً في عطائهم وروحهم العالية وكفاحهم، وعندما يخسر الهلال، فإن هذا لا يُلغي إطلاقاً العمل الواضح في الفريق والتطور الكبير الذي ظهر عليه وأنه وصل لمرحلة جيدة وبجهد مُضاعف واستفاد من بعض الأخطاء سيرتفع أداؤه بمستوى مُتصاعد خاصة حينما تكتمل صفوفه.
لماذا لم تُنصفوهم؟!
جميل أن تتوحد كافة الجهود في القضاء على التلاعب في نتائج المُباريات ونرى التفاعل من الجميع في قضية ما حدث في دوري الدرجة الأولى، أقول ذلك رغم إدراكي التام بأن اتحاد القدم كان غائباً تماماً عن المشهد بسبب عدم مُتابعته وغياب رقابته وقلة اهتمامه، ولو أن هيئة الرياضة لم يكن لها موقف تاريخي وحاسم لحفظت القضية داخل أدراج المكاتب وبات مصيرها كمن سبقها من القضايا المُشابهة، فنحن أمام اتحاد بعيد كُل البعد عن مسؤولياته وطبيعة التزامه!
القضية لو قُدر لها واتجهت مُباشرة تجاه اتحاد القدم أجزم بأنها ستُحفظ هذا إن اُلتفت للقضية أصلاً، لكن الدور الفاعل لهيئة الرياضة وقف بحزم أمام تلك التجاوزات.. حيث الاهتمام بأي شكوى أو قضية بعكس اتحاد القدم الذي لا تجد منه الأندية الرعاية الصحيحة يضاف لها عقدة أننا (الصح) ولوائحنا هي (الصح) وقراراتنا هي الأخرى الصح.. وغيرنا على خطأ!
الأمر الأهم من ذلك.. القرارات التي تبعت المُصادقة على قرار الانضباط من قبل لجنة الاستئناف بهبوط فريق المجزل لدوري الثانية.. فهي قرارات لم تُقنع البعض وشكلت صدمة للبعض الآخر فالباطن تم اعتماد صعوده لدوري جميل وهذا أمر طبيعي باعتباره أصبح صاحب المركز الثاني بالترتيب بعد أن أصبح فريق الاتفاق أول الترتيب لكن لماذا لم يُنصف فريق العروبة وهو بات صاحب المركز الثالث وله أحقية أن يلعب على نصف المقعد المؤهل لدوري جميل؟!
إذا كان صعود الباطن جاء كونه صاحب المركز الثاني بدوري الأولى فلماذا تم تجاهل الحق المشروع لصاحب المركز الثالث العروبة؟ فقد كان من المُفترض أن تُعاد مُباراة الملحق بين من أصبح ثالث الترتيب بدوري الأولى وبين صاحب المركز الثاني عشر بدوري جميل وإلا سنكون بذلك قد ألغينا ما قررناه سابقاً بإقامة مواجهة فاصلة، إذ إننا بذلك حرمنا الحق المُكتسب لصاحب المركز الثالث العروبة بينما منحناه لصاحب المركز الثاني الباطن، وهو كما أسلفت أمر منطقي صعود الباطن، لكن غير المنطقي إطلاقا مُصادرة حقوق العروبة!
وبصراحة تامة أرى أن فريق العروبة ظُلم بتلك القرارات التي تبعت تأييد الاستئناف فلعبه لمباراة حق له كفله له النظام الجديد، ثم ألم يُمنح الاتفاق المركز الأول؟ والباطن ثانياً؟ وبالتالي صعودهما لدوري جميل إذا لماذا العروبة لم يُعامل بالمثل.
وبما أن الجدل سيطول.. فإن فريق البدائع أيضاً له الحق في أن يلعب مُباراة مُلحق جديدة، وتكون مع النهضة الذي تم إبقاؤه بدوري الأولى فالبدائع لعب في مُلحق الثانية مع وج ولذا من الإجحاف أن يتم إبقاء النهضة مُباشرة وعدم مُراعاة حقوق البدائع إن لم يكن صعوده فهو على الأقل أن يلعب لقاء فاصلاً مع النهضة..!
عموماً القضية ليست مُعقدة بتلك الصورة بل هي أسهل مما تتصورون، لكن اتحادنا العزيز أراد تعقيدها ولو احتكم اتحاد القدم بقليل من المنطق والتروي ونظر للمصلحة العامة بدلاً من عمله الذي يزداد عشوائية وبقراراته غير المُقنعة التي ساهمت في ضياع حقوق الأندية لنال كُل صاحب حق حقه..!