عثمان أبوبكر مالي
وجد موقف (هيئة الرياضة) القوي والحازم بشأن قضية (التلاعب بالنتائج) التي حدثت في دوري الدرجة الأولى، الذي أؤيد الشهر الماضي، بقرار حازم من الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ الترحيب والقبول والتأييد من أغلبية الرياضيين بانتماءاتهم وتوجهاتهم وألوان أنديتهم المختلفة، ذلك يعود إلى رغبة الجميع في أن تكون الرياضة السعودية بالفعل نقية جدًا، خالية من المعوقات، وخالصة تمامًا من الشبهات الفردية والجماعية، العشوائية والمنظم.
التأييد للموقف الحازم لم يخل من علامات استفهام تطرح هنا وهناك، مع وجود قضايا أخرى، وأخطاء كبيرة ظاهرة، وتشويهات واضحة للرياضة والعمل الإداري والمالي في بعض الأندية، خاصة الكبيرة منها، ولا يجد التعاطي مع بعضها القدر نفسه من التوجه والقوة، ناهيك عن الردع والحزم، حتى عندما تخضع للتمحيص والتحقيق من قبل (لجان خاصة) من هيئة الرياضة، فتأتي القرارات التي تتعلق بها؛ إما ضعيفة أو مترددة، أو تحمل طابع التسويف والتأجيل، وأحيانًا (التنصل) بشكل واضح وعبارات تحمل رسالة أشبه بقول (ما لنا شغل)!
على سبيل التحديد فإن الملفات التي تتعلق بالأمورالمالية، وما يعرف بقضية (ديون الأندية) والمطالبات التي عليها أو لها أيضًا، لم تجد مواقف قوية، ولا تعاملاً حازمًا، ولم تخرج قرارات تحسم متعلقات وملفات البعض منها وتنهي الجدل القائم بشأنها منذ وقت طويل، وهو جدل يزداد مع الأيام في أندية كبيرة، ذات صيت وشخصيات وإعلام وجمهور وهو ما يجعل علامات الاستفهام تكبر والربط يأتي بينها وبين قضية التلاعب في النتائج في دوري (الدرجة الأولى)!!
بعض علامات الاستفهام تدور حول مدى العلاقة بين اللجنة التي حققت في قضية التلاعب في النتائج وكانت قوية وفاعلة وسريعة وشفافة وحاسمة، وبين اللجان الأخرى (الخاصة) التي حققت في قضايا الديون في بعض الأندية، التي بالرغم من أنها أخذت وقتًا أطول، وعلى الرغم من أن مساحة البحث والتقصي أقل؛ إلا أنها في بعضها لم تكن لها قرارات قوية ولا حاسمة ولا حتى مرضية في بعضها وافتقدت معظمها للوضوح للشفافية، بل حتى تحمل المسؤولية؛ فبعضها تنصلت حتى مما ورد في بيانها الذي أصدرته، وأكَّدت بعبارات واضحة: إنها لا تتحمل مسؤولية ما في بيانها (!!) فهل تلك اللجان تنتمي إلى الهيئة ومنها مثلها مثل لجنة (التلاعب في نتائج الدرجة الأولى)؟!
« كلام مشفَّر»
* ديون الأندية الرياضية قضية كبيرة لا تقل عن قضية التلاعب بالنتائج التي حدثت في دوري الدرجة الأولى، ومن غير المقبول التساهل في هذا الملف والتعامل معه بالسطحية التي تمت ولم تحسم الملف في بعض الأندية.
*من حق الوسط الرياضي بعد ظهور القرارات القوية في قضية التلاعب بالنتائج أن يطالب سمو رئيس (هيئة الرياضة) بإعادة النظر في بعض اللجان التي تشكلت ونظرت في قضية الديون في بعض الأندية وكانت قراراتها مترددة، وغير مقنعة لكثير من رجالات ومحبي وجماهير تلك الأندية.
* بقاء ملف الديون معلقًا ومن غير حسم في بعض الأندية الكبيرة بل إن مبالغها تزداد يومًا بعد آخر (على النحو الذي يحدث مثلاً في نادي الاتحاد) يشوه كثيرًا عمل هيئة الرياضة وتوجهها وعمل لجانها الخاصة المكلفه بهذه الملفات والهيئة تملك القدرة على حسمها بقوة وحياد وإقناع كل الأطراف.
* وإذا كان لدى الهيئة وفي أجهزتها ضعف أو قصور في الجانب المتعلق بالديون و(الأوراق المالية) فبإمكانها الاستعانة بجهات رقابية حكومية أخرى أو حتى تحويل ملف بعض الأندية برمته إلى تلك الجهات مثل (نزاهة) أو هيئة الرقابة والتحقيق لحسم الموضوع، وللحفاظ على حقوق الأندية وحماية سمعة رجالاتها الذين خدموها.
* لم يكن ينقص مباراة السوبر التي جمعت فريقا الأهلي والهلال سوى أنها تقام في أجواء محلية وفي واحدة من مصايفنا الجميلة والمستحقة والقادرة على استقباله في الطائف أو أبها، وربما بتنظيم أفضل بكثير.
* الأداء الذي قدمه فريقا السوبر وبطلا الموسم الرياضي المنقضي الأهلي والهلال؛ يبشر بموسم كروي ساخن ومباريات جميلة قادمة، وأداء ممتع خلال مشوار الدوري، ويبدو أن المنافسة أيضًا ستبقى محصورة بينهما وبقوة.
* بجدارة ومساعدة ركلات الحظ الترجيحية أكمل فريق الأهلي موسمه الاستثنائي بتحقيق بطولة السوبر ليستحق (الملكي) التحية مثنى وثلاثا بعد إنجازه التاريخي الحديث.
* ألف مبروك لكل الأعزاء والأصدقاء والأحبة الأهلاويين، لاعبين وإداريين وجماهير وأعضاء شرف بطولة السوبر، وحظًا أوفر (للزعيم) ولكل الأحبة الهلاليين و(خيرها في غيرها) ولكل محبي الأندية الأخرى (فالكم التوفيق).