فهد بن جليد
بالأمس أخبرتكم كيف نجوت (بأعجوبة) بفضل حضوري المُبكر من فخ (الجلد بالسوط) تقديراً وإكراماً لكوني أحد الضيوف الذين قدموا للتهنئة، عادات وتقاليد الشعوب والمُجتمعات مُتعددة وتختلف، بل إن أهل البلد الواحد تتغيّر (طقوسهم)، فإذا كانت النساء عند بعض القبائل السودانية وتحديداً (الجعليين) يقمن بإطلاق الزغاريد (كمحضر خير) بينما العريس يجلد الضيوف كنوع من التباهي بالشجاعة والقوة والثبات، فإن لدى أهل (الصومال) عادة (مُنصفة) لنا نحن الرجال..؟!
حيث يقوم العريس هذه المرة (بجلد العروس) أمام الضيوف، وهي صابرة مُحتسبة، كدليل على (السمع والطاعة) وأن الكلمة الفصل في مشوار الحياة ستكون للرجل، أنا مُستعد لحضور مثل هذا الزواج وتهنئة العريس، بل والتصفيق له على طريقة (أسد .. بطل .. إديّ له) أهم شيء سلامة المعازيم!
هناك من يتمرّد على مثل هذه العادات والتقاليد ويرفضها، وهناك من يتمسك بها، فالعريس مثلاً في الصحراء الغربية يتعرض (ليلة الدخلة) لاختبار صعب جداً؟ يتمثّل باختفاء عروسه فجأة؟ حيث يتضح أن صديقاتها قمن (بتهريبها) إلى أحد البيوت؟ وعلى الزوج المسكين وهو مُحاط بأصدقائه، أن يبحث عن عروسه في كل الأماكن المُحتملة حتى يجدها، وهو ما يُعرف محلياً (بليلة الترواغ)، والحمد لله أن مثل هذا (الترواغ) لم يصل إلينا بعد وإلا كان علوم؟ الغلبان (حيلاقيها) من وين؟ والا من وين؟!
لعلنا نختم هذا الملف (باليابانيين) فهم (ناس عمليين) أكثر من العرب، ولا يهتمون ببعض التفاصيل والمراوغات، وربما اختصروا أهم (ثلاثة أيام) في حياة الإنسان (بيوم واحد), فالعروس اليابانية تشتري (ثوب زفافها) بعناية فائقة، ولا تستأجره أو تستعيره، بل تحافظ عليه (طيلة حياتها) لأنه (الكفن) الذي سيتم تغطيتها به بعد وفاتها، ويا دار ما دخلك شر!
عادات وتقاليد المجتمعات الإنسانية بمُختلف الثقافات تقريباً تسعى (في هذه الليلة) لتحقيق قاعدة واحدة (الأولوية والسيطرة للرجل)، ولكن الحقيقة أن (المرأة) هي المُتحكمة في باقي ليالي العُمر..!
وعلى دروب الخير نلتقي.