أتطرق إلى موضوع مهم جدا خاص بالأسرة وتربية الأبناء والبنات ودور كل من الأب والأم وولي الأمر في حماية الأسرة من أي مؤثر قد يتسبب في حدوث مشكلات اجتماعية على الأسرة الواحدة، فمن المعروف ان الأسرة هي نواة المجتمع حيث يرتكز عليها مسؤولية تخريج أفراد أكفاء يشكلّون اللبنة الأساسية التي يقوم عليها نجاح الوطن وصلاحه.
وصلاح ذلك الفرد هو واجب يقع على عاتق الوالدين، فإنَّ أحسنوا التربية كما يتوافق مع الشريعة الإسلامية والتقاليد صلح ذلك الفرد وإن أساؤوا التربية فسد ذلك الفرد وأصبح عبئًا لزم المجتمع علاجه وكلفه ميزانيات طائلة لحل مشكلة خلقت من سوء التربية.
ومع تطوّر الزمن خشيَ النّاس على أبنائهم من تأثير ذلك التطوّر والغزو الفكري والثقافات الدخيلة على مجتمعنا على أيدولوجيّة أبنائهم الخصبة فباتوا منهمكون في تربيتهم وتعليمهم على العادات والتقاليد خوفًا من تبعثرها جراء عواصف الغزو الفكري والإعلامي مع الزمن عدا عن تربيتهم على الحلال والحرام، أصبحت التربية على ثقافة العيب واجب. كالتربية على أنّ الكذب ليس من سمات الرجولة عدا عن حرمته، أو إكرام الضيف دون الأخذ باعتبار حرمة الإفراط والتفريط.
والمشكلة تكمن في أنّ الآباء القائمين على تربية الأبناء غير متعلّمين ويفتقرون لأساليب التربية الصحيحة. فلا عجب أن تسمع من الأطفال يرددون اللعن والشتم بألفاظ نابيه، تحصيلهم العلمي متدن، يخرجون للشوارع دون رقابة ودون علم بأصدقاء أبنائهم ومن يقابلون هناك.
لذا نرى من الممكن لو أنّ الدورات التأهيلية في أساليب تربية الأبناء المختصّة بالوالدين أو محاضرات توعوية في الملتقى الصيفي ستكون مجدية وذات منفعة خصوصّا أنّهم بحاجة لتعلّم أساليب تجذب الأبناء لا تنفّرهم وتولد الكره تجاه والديهم واضطرابات وتناقضات نفسيّة. والله الموفق.
أماني الحربي - الرياض