انتشر في الأيام الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي (موضوع الاختلاط في المستشفيات) وفسره البعض على هواه ومزاجه بنظرة ورأي قد لا يمت إلى الحقيقة بصلة.
لأن الاختلاط كلمة فضفاضة، هل الاختلاط بالمتجمعات، هل الاختلاط بالسير والمشي في الممرات والشوارع، هل الاختلاط في الجلوس، هل الاختلاط المقصود في الأسواق والمجمعات التجارية والمستشفيات والقطاعات الصحية الكبيرة وخاصة في الممرات.
كل هذا موجود كل في حاله وكل يقصد إلى ما قصد إليه لما يأتي هذا وذاك من أجل مفسدة أو منكر والشاذ لا حكم له، فالممرات والمشي في الساحة من أجل غاية رياضية صحية، والأسواق من أجل غرض تسويقي تجاري ومستلزمات شخصية والممرات في المستشفيات والدخول إلى العيادات من أجل عارض صحي حلَّ بهذا أو ذاك وهو مشغول ويفكر في حالته الصحية من أجل طلب الشفاء في هذا المرفق بعد الله سبحانه وتعالى ولا يقصد ولا يفكر في مزاحمة من أجل اختلاط مشبوه، فلماذا هذه النظرة التشاؤمية لهذه التجمعات بكل أشكالها ومقاصدها نحن كغيرنا من هذا العالم أجمع الذي تعج سماءنا بالأطباق والصحون الفضائية وأصبحنا نعرفهم ويعرفوننا يسمعون أخبارنا كما نسمع أخبارهم نسمع أحوالهم كما يسمعون أحوالنا بل نزيد عليهم بأننا نتمسك بآداب وأخلاق إسلامنا الذي ينهانا ويمنعنا ويحثنا على التمسك بهذه الأخلاق الفاضلة التي تجعلنا نحترم الإنسان في إنسانيته وآدميته بحيث لا نعتدي عليه بقول فاحش أو ببذاءة لسان أو تحرش لفظي سيِّء أو خبيث أو تحرش جسدي، فنحن أخوة متحابون متعاونون على البر والتقوى شعارنا عدم الشك والتجسس وكما قيل من حكمة (تفاءلوا بالخير تجدوه) وفي الحديث (المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا يظلمه ولا يخذله) الكل سواسية {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ } ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ومن الأخلاق عدم الخوض في نوايا الناس والشك فيهم بأن الاختلاط أياً كان وراءه ما وراءه فساد ومنكر.
أما ما يخص العاملين في القطاع الصحي وخاصة في المستشفيات من أطباء وممرضين وفنيين وممارسين صحيين فهؤلاء لديهم الحصانة الذاتية والأمن الأخلاقي لأنهم أولاً مسلمون إذا كانوا مسلمين فعقيدتهم إن شاء الله تمنعهم وتحول دون الاختلاط والخلوة المشبوهة والمستنكرة أما إن كانوا غير مسلمين فأعتقد أن لديهم من الأخلاق الإنسانية والآدمية ما تجعلهم يمارسون الاختلاط مع الخلوة المحرمة فالوظائف الصحية عمل إنساني وأخلاقي وقد عاهدوا الله على كتابه بأن يؤدي الأمانة كما أنزلها الله كما قال تعالى {فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ} وإن شاء الله أنهم عند هذه الأمانة والمسؤولية الإلهية وفي تاريخنا الطبي والصحي لم نسمع أن هناك ممارسات مخلة وكبيرة ومحرمة في اعتداءات تحرشية أو جنسية فاجعلوا أيه المغردون وخاصة البعض منكم نظراتكم صحية وأخلاقية وموضوعية لا تخيم عليكم الشكوك والظنون تجاه الاختلاط وأكرر الشاذ لا حكم له وآخر دعوانا (أن الحمد الله رب العالمين).