فهد بن جليد
هناك ثلاثة أيام لا يذكر تفاصيلها الإنسان في حياته ؟ (يوم مولده) وهذا مؤكد رحم الله والدينا، ويوم (زواجه) وهذا مُجرب، و (يوم وفاته) نسأل الله حسن الختام، بكل تأكيد ما يهمنا هنا هو (اليوم الأوسط) الذي تضيع تفاصيله عن كثيرٍ من العرسان ..؟!.
بالأمس نشرت إحدى الصحف المحلية خبراً وصورة (لعريس سعودي) وقد تلطخ ثوبه بتوقيعات وكتابات أصدقائه من المعازيم الذين أصروا على (الشخبطة)على ثوب العريس (كتقليعة شبابية) لتخليد ذكرى الزواج، المقالب التي يتعرض لها العريس (ليلة الدخلة) هي الشيء الوحيد الذي قد يبقى عالقاً في الذاكرة، وأذكر أنني دخلت القفص الذهبي وأنا (أعرج) بعدما (تورَّمت) قدمي اليمنى، لأن كل (عزوبي) يسلم عليّ، ويبارك لي، يضغط على قدمي بتوصية من بعض الزملاء الإعلاميين، على اعتبار أن ذلك يجلب الحظ لهم، والحمد لله على كل حال خرجت (بقدم مُتوّرمة) و يالله (حظ الآخرة)..!.
تقاليد الزواج السعودي هادئة، فلا مظاهر ولا طقوس خاصة، ولعل هذا في (مصلحة العروس) قبل (العريس) زواجاتنا خالية من (لحظات الأكشن) سوى بعض طلقات (الأعيرة النارية) وهذه مُخالفة للنظام، وربما (رقصات شعبية) تعبيراً عن الفرح، وغير ذلك (هدوء تام) مراسم الرجال تبدأ بعد صلاة العِشاء مباشرة، وتنتهي بعد تناول العَشاء مباشرة .. والله يعين العريس على (الخسائر) !.في الأسبوع الماضي حضرت زواج (صديق سوداني) بالرياض، وتفاجأت بأنني (أول الواصلين) على الطريقة السعودية، سألت عن العريس والمعازيم ؟ فقالوا لي (معظم الناس يعملون في شركات) الحفل يبدأ قبل منتصف الليل بعد الدوام .. !.
جلست بجوار رجل لطيف حاول أن يُسليني حتى يصل الناس فقال « قبيل كُنا نحافظ على تقاليد جميلة جداً تتمثل (بجلد العريس) لضيوفه بالسوط حتى تنزف الدماء كدليل على الشجاعة والصبر، جميعنا مرينا بالتجربة وسط زغاريد النساء ..»
هنا تذكرت العريس الذي وهبه الله (بسطة بالجسم) وانسحبت بهدوء نحو باب الخروج، مُكتفياً برسالة نصها «حضرت ولم أجدك، بارك الله لكما» وياروح ما بعدك روح !.
يتبع غداً وعلى دروب الخير نلتقي.