سعد بن عبدالقادر القويعي
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية تقريراً أمنياً يفيد بأن أكثر من ثلاثة آلاف حساب على موقع التواصل الإلكتروني «تويتر» تهاجم المملكة، وتحرّض على الفتن عبر إدارتها بواسطة المخابرات الإيرانية. ولا غرابة في ذلك، فإيران الملالي تبنت أسلوب توظيف الإرهاب الإلكتروني كوسيلة؛ لتحقيق أهداف الدولة، والنظام - منذ بداية تأسيس النظام عام 1979م -، باعتبار أن الإعلام قوة ناعمة، لا يستهان بها ضمن أدوات الجيل الرابع من الحروب.
تتباهى إيران بأن لديها جيشاً إلكترونياً يحتل المرتبة السادسة عالمياً في هذا المجال، وعند التدقيق، فإن وحدة الإعلام الإلكتروني الإيراني تعتمد على عدة أذرع إلكترونية؛ لتنفيذ أجندتها، وذلك من خلال الوقوف ضد سياسة المملكة الرامية إلى مواجهة التدخلات الإيرانية في الدول العربية، بدءاً من اليمن إلى سوريا، ومروراً بالخليج، والعراق، حيث تتبنى المليشيات المحلية الإرهابية تلك العمليات، في حين تبقى الخبرة الإيرانية في الخلف، في محاولة يرى مراقبون أنها تهدف إلى صناعة هالة لتلك المليشيات، وتضخيم لإمكاناتها في هذا المجال.
معارك اختراق منصات شبكات التواصل، ووسائل الإعلام الإيرانية تميزت بالتفنن في صناعة المعلومات المغلوطة، وإثارة الفتن الطائفية، والتشجيع على المظاهرات، والعنف، والإرهاب في مواقع التواصل الاجتماعي، وتلميع إيران. وهو ما يؤكّده - الدكتور - منتصر العتمان، بأن تكتيك مليشيات إيران الإلكترونية يعتمد على عناصر ممولة، تنتشر في عواصم عربية، وتعمل على توجيه دفة التعليقات باتجاه معين؛ من أجل فرض السيطرة، وحجب الرأي الآخر، والتأثير نفسيًا على أصحاب الآراء المناهضة لإيران، واستثمار أموال طائلة في مجال الإعلام - بشتى تطبيقاته -، وممارسة الإرهاب الفكري، والإعلامي ضد كل من ينتقد إيران، وانتهاج أسلوب الضغط بسيل الشتائم، والسباب في مواجهة المناهضين.
الإرهاب الإلكتروني الإيراني ينطوي على كم واضح من الشتائم، والاستفزازات، والإهانات الشخصية، والوطنية، وشتائم عنصرية، ومذهبية، والذي تسعى من خلاله لاستغلال المؤسسات الإعلامية، والسيطرة عليها؛ لتضليل الرأي العام، ونشر الشائعات، وتدمير الشعوب نفسيًا؛ ولأنه أصبح ساحة المعركة الأولى، فإن من الضرورة إيجاد الرؤية الواضحة التي تعيد ترتيب الأولويات، ومواجهة الآلة الإلكترونية الإرهابية الإيرانية بالمهنية الكافية التي تبعده عن الطائفية، وتعزيز الفرقة.