سعود عبدالعزيز الجنيدل
دائماً ما تكثر الزواجات في فترة الصيف، خصوصاً بين العيدين، وقد حدثني عدد من الأصدقاء عن بعض ما يرافق هذه الزواجات، ولم أبال بكثير منها عدا أمر جعلني أتوقف عنده، وأخصه بهذا المقال.
يمكن القول إن هناك عادات وتقاليد متشابهة لحد بعيد عندنا في منطقة نجد- لا أدري عن المناطق الأخرى- فيما يتعلق بالطقوس التي تتم بها الزواجات.
ومن هذه الطقوس أن يكون هناك احتفالان للزواج، فيخصص يوم لاجتماع الرجال في قاعة أو فندق ما يهنئون «المعرس» ويدعون له بالتوفيق، بعدها يتناولون العشاء، وفي النهاية ينصرفون، وينصرف «المعرس» متوجهاً لاستراحته مع الشباب، ويقضي بقية السهرة معهم بعد أن يترك البشت في المقعد الخلفي من سيارته!.
ويأتي يوم آخر للاحتفال خاص بالنساء، وما أدراك ما النساء؟
يقوم أهل «العريس» أو أهل «العروس» باستئجار قاعة أو فندق ما من أجل جعل هذا الزواج في أبهى حلة وصورة.
فيقومون بتجهيز القاعة، ويحرصون على توفير جميع الخدمات، مثل:
- عاملات التقديم، وفي الأغلب يكن فلبينيات، ويتم تنسيق «uniform» موحد لهن.
- الصبابات، ومهمتهن تقديم المشروبات بأنواعها المختلفة (شاي- قهوة- عصير) للحاضرات.
- بوفيه العشاء، وغالباً ما يكون منوعاً، زاخراً ويحوي أشهى المأكولات.
وقبل هذه كله يتم طباعة بطاقات الدعوة، وتكون على عدد الكراسي التي تم حجزها في الفندق، فمثلاً يتم طباعة 300 بطاقة، وتوزع على حسب رغبة القائم بتكاليف الزواج.
وهنا تحصل كثير من الإشكاليات، ولكي أصدقكم القول هذه الإشكاليات هي سبب كتابة هذا المقال.
فمن الحكايات التي سمعتها ممن أثق بهم أن أحد الطرفين في الزواج- سواء أهل العريس، أو أهل العروس الذين لم يتكلفوا في الزواج- يلجأ لحيل لكي يدعو كثيراً من قريباته ممن لم يتم توفير بطاقة دعوة لهن، فمثلاً يعطي الطرف القائم بالزواج الطرف الآخر 100 بطاقة لكي يوزعها على قريباته، بدءاً بالأقرب فالأقرب، وتكون البطاقات الأخرى الـ 200 بطاقة مثلاً خاصة بمن تكفل بالزواج.
وتجري جميع الاستعدادات على هذا العدد فقط، فالكراسي عددها 200، وحلا القهوة والشاي، والبوفيه محدد بهذا العدد من الكراسي.
ولكن الطرف الآخر الذي أخذ 100 بطاقة مثلا، لا يكتفي بهذه البطاقات، ويرى أنها قليلة لم تكفه، فيلجأ لحيل أخرى، وهنا تكمن المشكلة، فهو لم يتكلم بشكل صريح مع الطرف القائم بالزواج، لكي يجدوا حلا لهذه المشكلة، ويقرر بحل هذه المشكلة لوحده وبحيل يرى أنها من حقه، فمثلا يقوم بطباعة بطاقات إضافية تكون مشابهة ومطابقة لبطاقات الدعوة التي عنده، أو يقوم بإعطاء الحارس المسؤول عن البوابة مبالغ من المال لكي يدخل من لا يحمل بحوزته بطاقة، ولا يخفى عليكم الأمور التي ستحصل بهذه الأمور، من عدم توفر كراسي لبعض المدعوات، إضافة إلى النقص الواضح في المأكولات والمشروبات.
والنتيجة كما أتوقع حصول كثير من الإحراجات للطرف القائم بالزواج…
لا أعرف حقيقة ما الذي يدفع الأمور إلى هذه المستويات، فالمفترض أن التفاهم والشفافية موجودان بين الطرفين، وليست الحيلة!.
أخيراً
كل الأمنيات للعرسان الجدد بالتوفيق، وبداية حياة زوجية سعيدة يكتنفها الحب والوئام بعيداً عن كل هذه الأمور.
ودمتم.