عبد الله باخشوين
.. لا يوجد عمق إستراتيجى لعلاقات روسيا وأصدقائها من الدول سوى (المال).
وإذا كانت روسيا هى (بوتن) القادم من الباب الخلفى لجهاز الاستخبارات KJB التى يقوم عملها الأساسي على (تصفية) الأعداء.. وبناء علاقات ومصالح مع العملاء (مزدوجي) الأهداف.. تقوم (السخاء) في دفع (المكافآت).. دون وجود عمق سياسي مشترك أو أهداف موحدة لبناء قوة إستراتيجية ذات منطلقات ايدلوجية.. ورؤية واضحة تشكل (تكتلا) سياسيا قادرا على مواجهة أمريكا وأروبا الموحدة في مصالحها وأحلامها العسكرية. ذلك أن تفكك (الاتحاد السوفياتي) أدى لخروج أوروبا الشرقية ودول الاتحاد السابق من دائرة (الهيمنة).. وأبقى على (روسيا)كقوة وحيدة غير ذات رؤية ولا إستراتيجية ولا عمق أيدلوجي أو حتى اقتصادي.. فمنذ تولي ( بوتن) السلطة أول مرة.. اتضح جلياً اعتماد روسيا على مخزون ثروات (الاتحاد السوفياتي) الهائلة والمتنوعة بين الثروات الطبيعية و(المخزون) العسكري والصناعي.. واتضح جلياً عدم وجود رؤية أيدلوجية بديلة يمكن ان يتبناها النظام الروسي الجديد لتشكل معادلاً استراتيجياً يحصن به قوته (الموروثة) ويصبح عامل جذب تتمحور حوله الدول التي سترتبط مصالحها به.. وفي كل مناورات روسيا السياسية في مواجهة امريكا وأوربا والصين واليابان.. ولا تملك مكونات تقنية تعد بقرب دخولها في دائرة المنافسة.. ولا تملك منطلقات اقتصادية قادرة على المزاحمة في أسواق المال والأعمال.. وشكلت رغبة الدول (الشرقية) في الخروج من دائرة الهيمنة التاريخية للروس عائقاً أساسياً.. حال دون بلورة أي حلم روسي جديد يحتاج إلى عشرات السنين حتى يصل الى المستوى المتحقق في أوروبا الغربية التي أبدت استعدادها لاحتضان دول الشرق الأوروبي ومساعدته على تجاوز كل أزماته الموروثة.
في ظل كل هذا.. لم يجد (بوتن) ما هو متاح أمامه سوى لعب دور (التاجر) الجشع الذي يريد أن يجمع أكبر قدر ممكن من (الثروات) بضمان قوة ما لديه من خزين عسكري وما لدى روسيا من قدرات في مجال الصناعات العسكرية وذلك لعدم تمرسه السياسي والاقتصادي الذي يقوم على وجود إسترتيجية سياسية واقتصادية ذات رؤية مستقبلية واضحة.
وقد خاض عمل التاجر.. ولعب دورة التبادلي وليس الاقتصادي وفق رؤية:
(مدرسة KJB) وليس وفق القواعد السياسية التي تقوم بين الدول وفي ضوئها تبنى مصالح إسترتيجية مشتركة لا تهتز ولا تؤثر فيها خلافات وجهات النظر ووفق الرؤية (التجارية) لرجل KJB.. فإن مجال عمله الحقيقي لا يكون ناجحاً إلا في المناطق (الساخنة) من العالم.. لأن ما لديه من (بضاعة) جاهزة للاستثمار التجاري.. هي (السلاح).. فليس لديه صناعات (سلمية) ولا تقنيات ولا (سيارات) وأجهزة ومعدات منافسة للسوق العالمي وكفيلة بتلبية احياجات الإنسان المتنوعة وقادرة على تكوين بنية اقتصادية قوية تسهم بدور فعال في تلبية متطلبات دولة شاسعة مثل روسيا.
وهو وفق رؤية المدرسة التي تخرج منها.. وجد أن من المناسب له أن يقوم بالالتفاف على الدول.. والاتجاه نحو أولئك الذين كون (المال المنهوب) ثرواتهم من أمثال علي عبدالله صالح وغيره من المغامرين الذين تعشعش الأوهام في رؤوسهم الفارغة.