الثقافية - محمد هليل الرويلي:
تقول الرواية: إن الطائف هي المقصودة في آخر دعوة لأبي الأنبياء إبراهيم بعد أن استودع زوجته هاجر وابنه إسماعيل بجوار الكعبة قافلاً إلى أرض الشام يقول الحق تعالى {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} إبراهيم 37 وتشير الرواية إلى أن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعوة إبراهيم «فأمر جبريل الأمين بقلع قرية من الشام - من فلسطين تحديدًا - فاحتملها من تخوم الثرى بعيونها وأشجارها ومزارعها ثم طاف بها بالبيت (الكعبة) ووضعها مكانها فسميت الطائف. وهناك تشرع نافذة العرب وتفتنر لمدة عشرين يومًا في أشهر أسواق العرب يتعاكظون بموقع يقال له الأثيداء ثم تمتد رحلة العرب للحج..
وها هي اليوم عكاظ بعامها العاشر تتعالى في هذه البقعة المباركة وتمخر المدارات وتشرعن مسارب وأسلكة للمستقبل ممهرة برؤية أميرها الفيصل حائكها المحتد مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل رام لها بأن تكون أعقولة لمنارة العرب الثقافية ونمذج أرضيتها بتشعيل بيادر الفرادة وكروم الاستثناء كي تصدر لغة الإيجابي مدفوعة بمكنة الاجتياز التضرسي لباحات الأممية المخترقة سجف السموات لتعترش العوالم والأمدية وتنسج خيوط التمزجة والتمهية في كنف مهيب طاعن الأصالة والعصرانية.
هزبر محمود شاعر عكاظ في نسخته التاسعة استهل الحديث عن السوق وقال:
حين تتكلم عن أمر يكتنفه بعض الغموض لدى المتلقي فحتمًا تكون لديك مساحة من حرية الكلام كونك تلقي الضوء على زوايا لم تصلها معرفته، لكن أن تتكلم عن عكاظ فأنت أمام مسؤولية الكلام عن الفخامة وتعريف المعرَّف، لكن ما هو بصالحي بهذا الأمر هو أني أحسب نفسي من أهل عكاظ المتابعين عن قرب له وبالتالي لي من المعرفة المتواصلة به تاريخيًا وحاضرًا ما أعتقد أنه يؤهلني للحديث عنه. وعكاظ قديمًا متداول كثيرًا وكُتبتْ به الدراسات وتكلم عنه الكثيرون وكادَ إلا يبقى ما يقال عنه جديدًا من غير تكرار لما قيل وأعيد مرارًا بحكم الزمن الذي مرّ عليه والكتَّاب والباحثون الذين تناولوه بأقلامهم، حتى أُعيد بعث هذا السوق من جديد بالتفاتة رائعة من قبل المملكة العربية السعودية فكان تاريخًا ناصعًا متواصلاً وحلَّة جديدة يرتديها الإبداع.
وأضاف: والأجمل بسوق عكاظ أنه جاء عريقًا بروح العصر، عريقًا بحمله الاسم الفخم وعصريًا من خلال إضافة لمسات الجمال العصري بأن أصبح معلمًا سياحيًا ومركز استقطاب سياحي للمهتمين بالسياحة التي تربط الماضي بالحاضر وكذلك من خلال استحداث جوائز عصرية مثل جائزة التصوير الضوئي وجائزة لوحة وقصيدة إضافة إلى الجوائز الراسخة الأخرى مثل جائزة شاعر عكاظ وشاعر شباب عكاظ وجائزة الفلكلور الشعبي.
سوق عكاظ لم يكن جوائز سعودية فقط ولم يبقَ جوائز عربية فقط بل أصبح سوقًا عالمية، كما أشار لذلك سمو الأمير خالد الفيصل في المؤتمر الصحفي الذي أعلنت فيه نتائج عكاظ بموسمه العاشر، من خلال استقطابه لمواهب من بلدان عالمية.
وتحدث المذيع والشاعر عبدالله عبدالرحمن الزيد عن رؤية استراتيجية ترسم للسوق وقال: بعيدًا عن تاريخية سوق عكاظ ومعاصرته، وعن استحضاره الماضي ورموزه، وعن اعتماره مسوح الحاضر، واضطلاعه بمهماته وأدواره.. وبعيدًا عن ذلك الكم الهائل من الإعلانات والدعايات، و«البروشورات».. ثم بعيدًا بعيدًا عن ذلك الزخم الكبير من المدونات التي تنشرها هيئة السوق في «تويتر» و«الفيس بوك».. كان لا مفر من الاحتفال والاهتمام بتساؤل جوهري عريق من الصعب جدًا أن يزايل الجادين الأوفياء الذين تعنيهم حقًا المسألة التاريخية والساحة الثقافية والواجهة السياحية..
التساؤل والسؤال يقول: (هل سوق عكاظ ينطلق في احتفاليته السنوية وفي برامجه وندواته وأمسياته وجوائزه وكافة نشاطاته من خطة مدروسة.. ومن استراتيجية ممنهجة، أو أن المسألة برمتها لا تعدو أن تكون مجرد مناسبة سنوية واحتفال يتكرر كل عام تستنفر فيه هيئة السوق إداراتها والعاملين فيها ومن يتعاون معها من مختلف الجهات فتوقد نار مبادرتها وفزعة من حولها أيامًا معدودة ثم ينطفئ بعدها كل شيء ويختفي أثرها وكأن شيئًا لم يكن).
أذكركم أيها السادة.. ماسبق هو سؤال لا يحمل بين سطوره أي نبرة من نبرات اليقين.. وهو تساؤل لا يُؤْوي بين طياته أي احتمال لسوء خيبات الظنون.. وإنما هو محاولة لقراءة الواقع كما ينبغي لمواطن يحب لوطنه وللإنسان في وطنه ما يحب لنفسه..
وأضاف الزيد: لقد كان في إمكاني أيها الأحبة.. وقد طلب إلى المحرر النجيب الألمعي أن أشارك في «ريبورتاجه» هذا.. كان في إمكاني أن أهلل وأن أطبل وأن أزمر لهذه المدونات وهذه الإعلانات والبروشورات ولقرب بدء احتفالية السوق، وأسجل كلامًا لا لون له ولا طعم ولا رائحة ولا رصيد من الحق والحقيقة غير أني استحضرت المسؤولية والعقل والمنطق، ومن هذا المنطلق طرحت ذاك السؤال وبسطت ذلك التساؤل.. وهنا وفي هذه اللحظة سيتحول السؤال إلى أمل عريض، وسيأخذ التساؤل روح الأمنيات الغالية؛ لسبب في متناول من يقرأ هذا التناول. وهو: إن إدارة السوق ليست بعيدة أبدًا عن التخطيط والتفكير والرؤى المستقبلية؛ حيث تضم السوق في هيئتها جملة من خيرة مثقفي الوطن الذين يتصفون بالوعي، ويتمتعون بالإدراك.. فمن المؤكد لديهم ولدينا أن احتفالية كبرى مثل احتفالية سوق عكاظ ينبغي أن تكون ذات بعد استراتيجي يخطط ويؤسس ويبني، وكما أن السوق يمنح الماضي وفاءه والحاضر وهجه، كذلك هو يدّخر للمستقبل استعداده وتصوره وطموحه.. مما يمنحنا اعتقادًا جازمًا بأن المسألة ليست فقط في هذه البرامج الآنية ولا في هذه الأمسيات والندوات ولا في الجوائز والمكرمات، ولا في هذا الوهج الإعلامي الذي سرعان ما ينطفئ ويتوقف وينتهي في مساء الليلة الأخيرة من المهرجان!!
واختتم الزيد أما كيف يمكن تحقيق الآمال والأمنيات في مدونة التخطيط والاستراتيجيات فذلك ليس مكانه هذا الريبورتاج الصحافي، وإنما هناك حيث تعقد هيئة السوق اجتماعاتها وتجري دراساتها وتتوصل إلى قراراتها.
نحيي سوق عكاظ «الزمان والمكان» في احتفاليته ونشد على أيدي جميع المهتمين بكافة برامجه وفقراته.
الذاكرة العربية لعكاظ
وعن الذاكرة العربية لسوق عكاظ ورؤيته المستقبلية قال مدير بيت الشعر في الشارقة ومدير مهرجان الشارقة للشعر العربي محمد عبدالله البريكي بصفتي منظمًا لمهرجان شعري فإن متابعتي للمهرجانات التي تهتم بالشعر واللغة وتولي المبدع أهمية خاصة وتحفزه على بذل مزيد من العطاء لزيادة جودة نتاجه الأدبي فإن هذه المتابعة أجدها مهمة ومختلفة ولا تمر مرور الكرام دون أن أسبر ما تقدمه المهرجانات وكيفية تنظيمها وعن وسائل الدعم التي تحظى بها ولأن مهرجان عكاظ ارتبط بالذاكرة العربية حيث يعد من أهم الأسواق الشعرية العربية لذلك فإن متابعته تأخذ جوانب متعددة وتلامس اهتمامات كثيرة في النفس فقربه من أطهر مكان على الأرض يعطيه أهمية تسرق جانبًا من الروح لتضفيها عليه ولأنه يهتم بديوان العرب وبالشعراء العرب وبلغة الضاد فهذا كفيل بأن يجعل النفس مطمئنة على حضارتها الضاربة في الزمن والمتجذرة في التاريخ وأن مستقبل الأمة بخير طالما أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بماضيها الذي صنعه الأجداد وحافظ عليه الأبناء حتى وصل إلينا فكيف إذا كان هذا السوق يحمل رؤية مستقبلية تحافظ على روح السوق وتضيف إليه ما يشبع رغبات المتعاملين معه ولذلك فإن حضور الأشكال الأدبية المختلفة والخط العربي يعطي هذا السوق زخمًا أدبيًا وقيمة ثقافية كبيرة خصوصًا إذا ذهبت الجوائز والألقاب إلى المبدع الذي تضيف تجربته وريادته أبعادًا ذات قيمة فنية وأدبية، وأضاف البريكي لا يفوتني أن أشير إلى أن حضور أمير مكة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ومتابعته للسوق وتكريم المبدعين والالتقاء بهم وتشرف السوق بحضور بعض أصحاب السمو الملكي الذي يمنح هذا السوق زخمًا إعلاميًا كبيرًا ليصبح مناخًا للتواصل والمحبة والإنسانية.
عقل حكيم حول اللحظة التي نعيشها إلى تراث
واستحضر شاعر شباب عكاظ في الدورة السابقة حسن طواشي تاريخ عكاظ الإبداعي بوصفه حاضن أصوات المبدعين للسير بمفاتيح سدة الضوء وقال: سأتحدث عن تجربتي العكاظية في محطتين - ما قبل عكاظ - ما بعد عكاظ - ما قبل عكاظ كنت على مدى عامين قبل حصولي على شرف شاعر شباب عكاظ أراقب عن كثب تفاصيل السوق الصغيرة وأسأل نفسي كيف يمكنني الصعود إلى منصة عكاظ التاريخية فهي بالنسبة لي تفوق كلّ الطموحات والإنجازات لما تحتله من المكانة العظيمة في صوت الثقافة العربية فعندما يصعد اسم شاعر إلى أسماء شعراء المعلقات فإنه يحصل على الدرجات العليا من امتيازات الخلود فقرّرت أن أعكف على تطوير قدراتي وتكثيف قراءاتي وجعلت من تلك الصخرة جنّتي ومصعد وحيي. بداية الرحلة نحو اللقب قبل الإعلان عن بداية النسخة التاسعة من مسابقة عكاظ بأشهر خطر لي مطلع قصيدة. كتبت في ذلك الحين الخمسة الأبيات الأولى واستعصى على إكمالها فانصرفت إلى غيرها مرَّت ثلاثة أو أربعة أشهر ومن ثمَّ راودني الحلم العكاظي من جديد وتواترت إلى الأفكار لإكمال القصيدة فقضيت معها أربعة أشهر كاملة لا أنام إلا والهجس العكاظي مستيقظًا ولا أصحو إلا وعدم الرضا يفرك أجفان قصيدتي فكنت كلما كتبت جملة من الأبيات رضيت عنها تمام الرضا ذائقتي عدت فيما بعد وحذفتها إلا بيت أو اثنين استمرّرت على هذا الحال حتى أعلن عن موعد تسليم القصائد في تلك الفترة البالغ عمرها ثلاثة أسابيع أو أكثر بدأت مرحلة المراجعة كانت القصيدة في ظني المسبق جاهزة للمشاركة ولكني كنت مخطئًا لأنّ السّتّين بيتًا التي أعددتها لم تكن إلا بمنزلة مسودة أخرى للقصيدة! فعكفت على إعادة صياغة الأفكار وحذف 25 في المائة منها. وواصل طواشي: ما بعد تسليم المشاركة صراحة لم أعش في حياتي أيامًا أطول من تلك البالغِ عددها 22 يومًا كانت الثواني تسحق تفكيري وتمضغ الأسئلة زهر اشتهاءاتي حتى فقدت الأمل في الثواني الأخيرة قبل الإعلان فقد كنت وقتها - واسأل الله أن يغفر لي- في المسعى أؤدّي مناسك العمرة وأراقب هاتفي علَّ مبشرًا يطرق باب هاتفي وفعلاً جاءت اللحظة المنتظرة عبر رسالة من صديقي الشاعر والإعلامي المتميّز مفرح الشقيقي حينها طارت روحي من أركان جسدي وتوجهت إلى صخرة عكاظ كي تُقَبّلَ رأسها - ما بعد عكاظ يظن البعض أن مشوار الأرق وجلد الذائقة الذاتية ترمي بحمولتها عند أول إنجاز كبير ولكنَّني اكتشفت عكس ذلك فالمسؤوليّة الشعريأصبحت أكبر وأكثر تعقيدًا وأصبحت المسؤولية الاجتماعيّة تشغل كل اهتمامي حتى كادت أن تقمع النسيج الغَزَلي في مذكرتي الشعرية فقد أضاف سوق عكاظ لي الكثير من الألق والأرق في آن واحد وكأنني أصبحت للتو راشدًا مكلفًا بالحفاظ على اسم العائلة العكاظية. فكل حرفٍ يخرج مني ترصده أعين النقاد وكل موقفٍ أتبنَّاه يكون تحت المجهر. «إنَّ ولادتي الحقيقية كانت بعد عكاظ» ثمرات عكاظ للشعراء الشباب يدهشني ذكاء القائمين على سوق عكاظ بالسياسة الترويجية للشعراء عبر وسائل الإعلام الجديد أو باستضافتهم الدورية وطريقة اختيار الضيوف المؤثرين من الدول الشقيقة أن هذا الاحتكاك الأدبي يكفي لخلق جيلٍ من الشعراء العظام وأيضًا يبرهن على نوعية الشعراء المُتَوَّجِيْنَ باللقب عكاظ ليست مجرد مسابقة كبرى بل أكاديمية تقوم على صقل تجارب الشباب بطريقة غير مباشرة والتحليق بهم من فضائهم اللازوردي إلى فضاءات أكثر لمعانًا وأندى ضياءً. ختامًا أقول لا شيء أكمل من أن تكون شاعرًا عُكَاظِيًّا ولا شيء أكثر إرهاقًا من إرضاء قناعات العُكِاظِيّيْن فيما يكتبون.
«عكاظ» والإعلاميون
وأكَّد الإعلامي مساعد الشراري أن سوق عكاظ استطاع أن يعيد مكانته التاريخية ليتشكل كتظاهره ثقافية ومعرفية سنوية ينتظرها المبدعون بكافة مجالات الثقافة والأدب من المهتمين بهذه الفنون. وأضاف أن ما يميز هذا السوق اليوم هو إعادة روحه التاريخية بنفس معاصرة حديثة تواكب الثورة التقنية ومتطلبات هذا العصر التي استخدمت في إنجاحه ورصدت لرواده الجوائز في تنافس يظهر أعمال إبداعية في عدة مجالات.
وزاد ما يميز سوق عكاظ اليوم كذلك أنه أصبح فرصة دورية للملتقيات الشعرية والفنية والتاريخية، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة، وهذا بطبيعة الثقافة يولد أفكار وأعمال إبداعية قد لا ترى النور إلا في مثل هذه الملتقيات والفعاليات المتخصصة. واستدرك الشراري لكن أين «عكاظ» من جوائز «الفنون الصحافية»؟ وعندما استعرضت جوائز عكاظ للمبدعين ابتداءً من الشعر وحتى الفلكلور لفت انتباهي عدم وجود جائزة «للفنون الصحافية» كالخبر والمقال والتقرير والتحقيق وأظنها ستجد إقبالاً م تزايدًا من المهتمين في هذه الفنون؛ كذلك مالمانع من رصد جوائز للأعمال الفنية والإعلامية كأفضل مذيع مثلاً أو أفضل مخرج وأفضل فيلم قصير وغيرها من الأعمال الإعلامية والفنية.
خالد الفيصل مجدد التاريخ إلى المستقبل
واستعاد المستشار التربوي والإعلامي د. سعود صالح المصيبيح ذاكرة تلك الأرض الجرداء التي كانت يومًا ملء السمع والبصر للمبدعين العرب حتى أعادها الفيصل من مرقدها وبعثها للمستقبل بما وصلت إليه المملكة من مكانة ثقافية وأدبية عالمية وقال: قبل سنوات قليلة كانت أرض سوق عكاظ أرضًا جرداء لا حياة ولا ماء ولا بشر بعد أن كانت في زمانها ملء السمع والبصر من العرب يأتون من كل مكان ليعرضوا إبداعهم وأعمالهم وأنشطتهم وقصائدهم في أيام مشهودة حفظت لنا المعلقات والقصائد والإبداع العربي المشهود. ولم يكن مستغربًا على الأمير خالد الفيصل أن يخرج لنا بهذه الفكرة الإبداعية وهذا التخطيط المميز وهذا العمل المتقن إِذ هو في مسيرته محطات متواصلة من الإبداع والتَّميز والابتكار. وها نحن ننتظر سوق عكاظ كل عام بأفكار مبدعة وأعمال مميزة وحضور كبير ليصبح مزارًا سياحيًا وملتقى فكريًا وداعمًا للمواهب وموجدًا التنافس بين المبدعين العرب في مختلف الفنون والمجالات الأدبية والإنسانية.وأضاف: والآن فإن سوق عكاظ يمثل اليوم معلمًا سياحيًا وفكريًا وثقافيًا ورافدًا مهمًا من روافد السياحة إِذ يقوم السوق اليوم في ذات المكان الذي يقع فيه سوق عكاظ التاريخي ويقصده اليوم عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين والسياح من دول الخليج والدول العربية وغيرها لمشاهدة السوق كتجمع إنساني عظيم يحاكي إبداع التاريخ ويعيد الذكريات الجميلة إلى أيام النابغة الذبياني وخيمة عكاظ وتنافس الشعراء لإلقاء قصائدهم، كما يجد السائح التناغم والتعدد بين التقنيات الحديثة التي تم توفيرها في المكان مع جغرافية عكاظ وتاريخه المجيد وقيمته التاريخية العظيمة التي تم تحديدها بعد دراسة الآثار وتحديد الأودية والجبال وفق الوثائق العلمية التي تم فيها تحديد السوق ومكانه وحدوده، وتأتي أهمية سوق عكاظ اليوم كونه ملتقى شعريًا وفنيًا وتاريخيًا مميزًا من نوعه يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة مستمتعين بالمكانة الثقافية التي يقدمها السوق من ندوات ومحاضرات ومعارض ومسرحيات وأمسيات شعرية وفنون شعبية.
ويختم المصيبيح أن ما يميز سوق عكاظ بصورته الحالية اليوم أنه لا يهدف إلى محاكاة الماضي فقط بل إلى استشراف المستقبل حيث تم تأسيس برنامج عكاظ المستقبل. كما أعلن عن جائزة مبتكر عكاظ وجائزة رائد أعمال عكاظ لربط السوق بالإنتاج والتَّميز والابتكار.
إشراك سيدات الطائف ببرنامج يعرض الرقصات والأزياء
كما تؤكد الكاتبة في صحيفة الوطن كفى عسيري أن سوق عكاظ هو قبلة الشعراء القاصدين أعلى منابر التَّميز مشددة على أن نضع أفكارنا ورؤانا بما يخدم السوق وأهدافه، ونجعل منه رسالتنا الثقافية على مستوى العالم، وهناك الكثير من الأفكار التي تمنيت أن تطرح لتكون في النسخ القادمة ومنها: وضع مكان مخصص للبيع والشراء، ولن أقول ربع الجادة حتى تتم فكرة سوق عكاظ قائمة، واستحداث حلقة للمبارزة بالسيوف واستعراض الألعاب القديمة، ووضع برنامج تعلم الخط في وسط الجادة، وتدريب الممثلين الذين يقومون بأدوار الفرسان في الجادة جيدًا على التحدث بالفصحى دون أخطاء ظهرت لنا، وأن يوضع في كل نسخة عصر من العصور المتتابعة بدءًا بالجاهلي، يشمل شعراءه وأبرز أحداثه وشخصياته، بحيث يتناول كل مساء جانبًا من أي عصر مقسم على فترة السوق. أما عن أمسيات الشعر فتقترح عسيري: إن تمدد فترة الأمسية من عشر دقائق إلى ساعة فأكثر، حتى يشعر القادم من دولة أخرى أنه أخذ حقه من الوقت، أو يوضع برنامج إعلامي مساند لمشاركته، وأن يخصص شخص ينادي الناس في الجادة يخبرهم بموعد الأمسية أو الندوة ومكانها حتى يثري المكان بالحضور وتعم الفائدة، وبطريقة إعلامية توازي طريقة العصر الذي ستتناوله النسخة من السوق. وهناك مقترح على هامش الشعر: وهو إشراك سيدات الطائف ببرنامج تعرض فيه الرقصات والأزياء والأكلات الشعبية واللهجة من خلال برنامج مستقل يخص السيدات، إننا نراهن في الجادة لكن على عجل لم تظهر معه الصورة للقادم عن الوجه الآخر إنسان الطائف (المرأة) وشراكتها للرجل والحياة في السوق.
محطة كبرى للتواصل الثقافي والفكري
كما عبر للثقافية شاعر شباب عكاظ في الموسم الحالي خليف غالب الشمري عن سعادته للفوز بجائزة شاعر شباب عكاظ في دورته العاشرة وقال: سعيد بهذه الجائزة التي تمثل أحد أهم الفعاليات الثقافية في المملكة والخليج، كما أنني أعتقد أن من شأنها أن تكون حافزًا قويًا للشعراء المشاركين، سوق عكاظ محفل ثقافي كبير تتجاور فيه الفنون وتأخذ الأجناس فيه برقاب بعض، وهو محطة كبرى للتواصل الثقافي والفكري، أما عن الجائزة فأعتقد أن مسيرة أي شاعر قبلها تختلف عن مسيرته بعدها، أتقدم بشكري لراعي المهرجان سمو الأمير خالد الفيصل وللجنة المحكمة التي منحتني هذا الضوء وظنوا فيّ ظنًا حسنًا.