محمد الشهري
دمّروا مرجعية الكرة السعودية بأن جعلوها (تكيّة للمناديب)، وحققوا من خلال ذلك ما عجزوا عن تحقيقه بالطرق السويّة على مدى عشرات السنين!!.
** استمرأوا المسألة، وانفتحت شهيتهم لتحقيق المزيد من المكاسب المستعصية التي لم تكن لتتحقق لولا وجود ذلك اللوبي (النصهلاوي) المتغلغل في أوصال ومفاصل التركيبة العجيبة للمرجعية، المدعم بجيش جرار من الأبواق الإعلامية التي تتعاطى الأكاذيب والتدليس والتزييف بذات القدر والمستوى من تعاطيها مع الشرهات والعيديات ونِسب السمسرة، وكل ذلك في حماية قوى (الإنذارات الأخيرة والذوات العامة) ومن معها، ومن في حكمها!!!.
** حتى العين الوحيدة المبصرة في المنظومة، المتمثلة بـ (لجنة الاحتراف)، تنادوا، وتكتّلوا لمحاربتها بشتى الطرق والوسائل عبر برامجهم وصحفهم بغية إسقاطها، وما زالوا يعملون على ذلك بكلما أُوتوا من قوة، رغم تغاضيها كثيراً عن (بلاويهم المتلتلة) التي لم تكن فضيحة استقدام المحترف الأجنبي على مهنة (عامل زراعة) إلاّ قطرة في بحر التجاوزات التي تم التغاضي عنها، وبذلك قد لا نندهش إذا فوجئنا يوماً بأن المدرب قد حضر بتأشيرة (عامل نظافة)، هذا عدا الموال الموسمي (سنسجل ونسجل ونسجل) الذي انفضح وانكشف عواره رسمياً مؤخراً؟!!.
** تنادوا، وتضامنوا على إفشال الجهود والأهداف السامية للجنة مكافحة المنشطات وشلّ حركتها، ونجحوا - مع شديد الأسف - في تعطيل عملها عدة سنوات على فترات متقطعة وبأساليب مختلفة، وعندما عادت لمزاولة نشاطها منذ ثلاثة مواسم تقريباً، تم استهداف (العين المبصرة) في اللجنة ممثلة بسكرتيرها الذي تم استبعاده (تعسفاً) من اللجنة لمجرد أنه كان أكثر حرصاً على حماية شبابنا من آفة المنشطات وملحقاتها، وأشدّ حرصاً على نزاهة التنافسات، وكلنا يعلم عن (الهوشات) التي تم افتعالها في سبيل تحقيق ذلك الهدف (الدنيء) ومن هم أبطال تلك الهوشات، ومن هم شهودها؟!!.
** الجهة الوحيدة المخولة نظاماً بالتصدّي لأية تجاوزات، ممثلة بـ (الجمعية العمومية)، لم تكن أفضل حالاً من سواها من الجهات الأخرى التي تم تدميرها تدميراً كاملاً في سبيل تمكين (الدرعا) من الرعي في كافة المحميات دون حسيب أو رقيب، أي دون أن يكون هناك من بمقدوره القول: (ثلث الثلاثة كم) على رأي أهل مصر؟!!.
** ومع هذا كله، لا يكلّون ولا يملّون من تقمّص أدوار الضحايا والمظاليم والمساكين، على غرار تلك الكائنات التي (تأكل وتنكر) ظناً منهم بأن مثل هذه الألاعيب المسرحية يمكن أن تنطلي على أحد، أو أن هذه الحركات المتوارثة كفيلة بصرف الأنظار عما يجري سواء في العلن أو في الدهاليز!!!.
** ولهذا ابتكروا فكرة طلب التمديد (الجهنمية) من أجل إكمال مشروع (التمدّد)!!!.
** هذا غيض من فيض مسلسل الكوارث والفضائح التي لم ولن تكون آخر حلقاته قضية التلاعب التي حدثت على صعيد الدرجة الأولى، ولا إصدار الرخص المزيفة للتمكين من المشاركات الآسيوية، فالتمديد ينذر بالمزيد، وما خفي أعظم؟!!.
** ثم يأتي بعد هذا كله من يتساءل بكل بلاهة: لماذا نحن نتقهقر وغيرنا يتقدم!!.
** قلت سابقاً، وأعيد القول اليوم: إن معضلة كرتنا إنما تتمثل في افتقادها اليوم للشخصية القيادية المؤهلة فطرياً التي يمكن استصراخها عند الملمات لتعديل الإعوجاجات، وإعادة الأمور إلى نصابها.. وصدق الله العظيم إذ يقول:
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (76) سورة النحل.
المعنى:
دارت الأيام واختلّت موازين الحساب
صار (للجمّا) قرون، وصار (للعالات) شان