«الجزيرة» - الهادي التليلي:
ترجع الظاهرة المهرجانية في الريف التونسي غالباً إلى نهاية فترة الحصاد، حيث يجتمع الأهالي في مكان اجتماعهم العام وفي الغالب تكون زاوية أو مقاماً أو مسجداً، للشكر على التوفيق والاحتفال وإطعام الفقراء، ومن هنا جاءت الزردة، وهي الأصل الأول للمهرجان الذي نراه في صورته الحالية، ومدينة فريانة العريقة والتي تعتبر من حواضر العلم في المغرب العربي، حيث إنها عرفت بمدارس تحفيظ القرآن وحلقات الذكر ويعود سكانها كلهم إلى الجزيرة العربية، ولعل القبيلة الأولى فيها هي قبيلة أولاد تليل الذين يرجع نسب جدهم أحمد تليل إلى سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه.. فريانة الجميلة والتي يشكل تسامق تاريخها الوطني وإسهامها الكبير في تحرير البلاد , تجعل من تراثها الغني محطة سنوية للاحتفال من خلال مهرجان للفروسية تلتقي فيها مهارات التسابق على الخيول العربية الأصيلة من كل دول المغرب العربي مع منازلات البطولة, إضافة على أسمار رائعة في ذكر الله وهو إنشاد ديني متوارث تتفنن الأجيال اللاحقة في حفظه وترديده. إضافة إلى معارض متعددة للباس التقليدي والمنتجات المتوارثة ..هذا المهرجان الذي سينطلق بعون الله خلال شهر أغسطس يفتح ذراعيه في دورة النصف قرن لزائريه من كافة أرجاء العالم العربي، مقدماً لوحة جميلة تتقاطع فيها مشاهد جمال المكان مع روعة اللباس التقليدي مع أصالة الفقرات.. عسى أن تصبح فريانة قبلة للسياحة الثقافية والتراثية.